مبادرة شبابية يمنية تخفف مشقة السفر في «عقبة الموت»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بغرض التخفيف من معاناة المسافرين أطلق شباب مديرية القبيطة في محافظة لحج اليمنية مبادرة «المطبخ الخيري» لإفطار المسافرين عبر هذا الطريق الجبلي الذي أصبح رمزاً للمعاناة التي سببتها إغلاق الطرق بين المحافظات سواء كانوا مسافرين بما فيهم المرضى والأطفال أو في مجال نقل البضائع، إذ غالباً ما يغلق هذا الطريق بسبب مرور الشاحنات الكبيرة أو الحافلات الكبيرة، أو بانزلاق بعضها بشكل يومي فيضطر المسافرون إلى البقاء هناك لساعات طويلة قبل أن يتم إعادة فتحه.

ويقول علي منتصر القباطي لـ«البيان» المنسق العام للمبادرة: «إن المطبخ الخيري يقام بجهود شبابية وبدعم من متبرعين خدمة للمارة والمسافرين خلال شهر رمضان المبارك، للتخفيف عليهم من مشقة السفر في هذا الطريق».

وذكر أنه تمت توسعة المبادرة هذا العام أكثر من الأعوام الأخيرة، حيث تم إنشاء مطبخ مجاني آخر في المنطقة الخطرة التي يتكرر فيها انقلاب بعض المركبات وإغلاق الطريق لعدة أيام، ما يزيد من معانات المسافرين الذين تتقطع بهم السبل.

ويضيف أنه تم إنشاء مطبخ في المنحدر المعروف باسم «عقبة الموت» نقيل مكيحل والمطبخ الثاني في منطقة أسفل شرار في بداية الوادي للتخفيف من معاناة الصائمين المسافرين، حيث تقدم هذه المطابخ يومياً أكثر من 800 وجبة إفطار وعشاء للمسافرين والعالقين. ويقول: «إن معاناة المسافرين خلال شهر رمضان أكثر بكثير من باقي الشهور نظراً لأن الطريق القبيطة هي من الطرق الثانوية ولم تكن مؤهلة كطريق رئيس، لكنها أصبحت اليوم طريقاً رئيساً، فالطريق تنعدم فيها الخدمات الأساسية ومشاريع البنية التحتية وإغلاقه أصبح مشكلة يومية، وإعادة فتحه يحتاج إلى ساعات ولا يوجد في الطريق أماكن للراحة أو دورات مياه».

ويعمل فريق المتطوعين طوال شهر رمضان ابتداءً من إعداد الوجبات وتعليبها ومن ثم توزيعها على المسافرين أو العالقين فيها جراء توقف الحركة نتيجة الحوادث اليومية، ونتيجة لهذه الصعوبات قام المبادرون بتوسيعها إلى منطقة مكيحل.

ونظراً لصعوبة الطريق وضيفه فإنّ سائقي ناقلات البضائع بالذات والتي تتعرض للعطل أو الانزلاق أو الصدام يظلون عالقين في منطقة عقبة الجن لعدة أيام، حيث تؤدي مثل هذه الحوادث إلى إغلاق الطريق أمام سيارات الركاب وحافلات النقل الجماعي، في حين أن المنطقة تخلو من أي خدمات ولا توجد بها مطاعم، وهو أمر يجعل عشرات وأحياناً مئات المسافرين يقضون ساعات طويلة في هذه المنحدرات حتى يتم إعادة فتح الطريق.

Email