تقارير « البيان»

لبنان.. سباق مع الوقت بين 3 مسارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط المشهد الدولي المليء بالأحداث المفصليّة، والمفتوح على شتى الاحتمالات والعواصف والسيناريوهات الكارثية، يبدو لبنان في صدارة الدول المرشحة لتلقي الصدمات.

وربطاً بذلك، تبدو الصورة الداخلية في ذروة الارتباك، وسط توزّع المشهد على ثلاثة مسارات رئيسيّة، قبل موعد الانتخابات النيابيّة في 15 مايو المقبل، بما يضفي على هذا المشهد طابعاً مفصلياً، سيترك انعكاساته وتأثيراته حتماً على نتائج الانتخابات، ما لم تطرأ تطوّرات خارجية أو داخلية جديدة من شأنها أن تبدّله رأساً على عقب.

مسارات

والمسارات التي ملأت الساحة الداخلية بصخبها، في الأيام الأخيرة، تتمثل أولاً بمفاعيل متواصلة وتصاعديّة تباعاً لعودة سفراء دول مجلس التعاون الخليجي إلى بيروت، وثانياً بالشروع «نظرياً»، حكومياً ونيابياً، في وضع الالتزامات التي قطعها لبنان في الاتفاق الأوّلي مع صندوق النقد الدولي موضع التنفيذ، وثالثاً دخول البلاد من الباب العريض صلب المواجهات والمبارزات الانتخابية، إلى حدود أنّ بعض الدوائر السياسية والاستقصائية، كما بعض البعثات الدبلوماسية، بدأت من الآن ترسم معالم متقدّمة لصورة السيناريوهات التي ستفضي إليها الانتخابات بنسبة عالية.

وفي ظلّ هذا السباق المتزامن بين المسارات الثلاثة، تبدو حكومة الرئيس نجيب ميقاتي كأنّها تسابق الوقت لتمرير ما يمكن تمريره من إصلاحات اشترطها صندوق النقد، قبل أن يداهمها موعد 15 مايو المقبل، ودخولها في 16 منه في مرحلة تصريف الأعمال. أمّا في ساحة النجمة، حيث مقرّ المجلس النيابي، فيبدو المشهد مختلفاً، إذ إنّ هدْر الوقت لا يحرج النوّاب المرشحين، وهم على أعتاب معركة انتخابيّة.

وعلى الطريق في اتجاه الاستحقاق الانتخابي، رسمت مصادر سياسيّة واسعة الاطلاع صورة قاتمة حيال الوضع اللبناني بقولها لـ«البيان» إنّ لبنان اليوم ليس موجوداً لا على الخريطة العربية ولا على الخريطة الدوليّة إلا من باب الانتخابات النيابية. أمّا على المقلب الآخر من الصورة، فكلامٌ عن أنّ الرئيس ميشال عون بات يحتاج إلى إبراز دوره قبل نهاية ولايته في 31 أكتوبر من العام الجاري.

ومع دخول البلاد تدريجياً في مدار الانطلاق الفعلي نحو الحقبة الانتخابية، فإنّ ثمّة كلاماً عن أنّ العدّ العكسي للأيام الفاصلة عن موعد الانتخابات في 15 مايو المقبل مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالانهيار الذي يشهده لبنان، ما يجعل من الأيام المتبقية للانتخابات محكّاً بالغ الدقة والصعوبة، وربّما الخطورة، على 3 مستويات، بدءاً من التحدّي الكبير للحكومة والسلطة، في استكمال إجراءات إنجاح الاستحقاق، وسط رصْد الداخل والخارج للمطبّات التي قد تواجه إنجاز هذه الإجراءات.

Email