«العنية» عادة سورية حاضرة في الزعتري

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يستغنِ اللاجئون السوريون عن عاداتهم في شهر رمضان، وحاولوا قدر الإمكان المحافظة عليها رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها، ويعد شهر رمضان الفضيل شهراً تنشط به العلاقات الاجتماعية، ويتمسك أهل مخيم الزعتري في عادة «العنية» في هذا الشهر، وهي تعني الاهتمام وتقديم العناية بالأخت وبناتها من خلال تقديم مبلغ محدد في بداية الشهر أو ما يناسب قدرة الأخ المالية.

تستوجب هذه العادة التحضير لها قبل شهر رمضان لا سيما إن كان الأب أو الأخ لديه عدد كبير من البنات والأخوات، وبالتالي يجب الترتيب لميزانيتها مسبقاً وخاصة أن الدخل الذي يحصلون عليه متدني، تقول سلام الحريري إن «الفكرة الأساسية من العنية هو زيارة الأخت والاهتمام بها، وليس هنالك مبالغ محددة والأخت أيضاً تراعي أوضاع الأخ، فمجرد الزيارة وحدها تكفي بالنسبة لها».

وتبين سلام أنّ هنالك أخوة يمنحون الأخوات وبناتهن مبالغ مالية، وآخرون يشترون المواد الغذائية للأسر من الأرز والدجاج والزيت، فالهدف هو المساعدة في مصاريف شهر رمضان والتخفيف عنها وعن زوجها وتقديم الدعم المتاح لها، إن المغزى من العادة جيد ولكن أحياناً الأوضاع المادية تحكم ومن هنا فإن الأخ أو الأب يولم لأخته في منزله من الطعام المتوفر لديه. تقول «عندما نبدأ في التحضير لشهر رمضان فإننا نبدأ قبل أن يأتي، فالالتزامات علينا عديدة من مصاريف الطلبة في المدارس والأدوية ومصاريف الطعام التي ستتضاعف في الشهر الفضيل، ونحصي أيضاً عدد الأخوات وبناتهن، ونقرر بعد كيفية منحهن المناسب، فالعنية هي عبارة عن عطية أو تعبير عن التضامن مع الأخت، وحتى الأخوات غير الموجودات في الأردن، فإن الأخ يرسل لهن عن طريق التحويلات المالية أو الطرق المتوفرة».

أما أحلام المحمد من مخيم الزعتري فتبين أن هذه العادة دارجة كثيراً عند أهل درعا، وأهل المناطق الأخرى يتفاوت التزامهم بها، وتسود هذه العادة في شهر رمضان بهدف تقوية التماسك بين الأسر وعدم نسيان أن الأخت وبناتها من الأولويات ويجب السؤال عنهن والقيام بصلة الرحم اتجاههم، وأيضاً الأخت تنتظر زيارة الأخ ولا تنظر إلى ماذا سيمنحها، والأطفال أيضاً يتعلمون من الكبار وتترسخ في عقليتهم السلوكيات الجيدة ويحملونها معهم تلقائياً.

وتختم أحلام بالقول «هذه العادات جيدة ويجب أن تبقى وأن لا تتغير مع الوقت وأن يتم تناقلها مع الأجيال، فجبر خاطر الأخت أمر مهم جداً والوقوف إلى جانب الأخت ومساندتها في ظل ظروف اللجوء المعقدة، في شهر رمضان تبرز العادات الإيجابية التي تحاول الأسر التمسك بها قدر الإمكان».

Email