مصادر لـ«البيان »: انتخابات لبنان البرلمانية في موعدها

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط المشهد الدولي المليء بالأحداث المفصلية، والمفتوح على شتى الاحتمالات والعواصف، يبدو لبنان في صدارة الدول المرشحة لتلقي الصدمات. وربطاً بذلك، تبدو الصورة الداخلية في ذروة الارتباك.

أما في المقلب الآخر من الصورة، فإن الأجواء السياسية باتت محكومة بتساؤلات بدأت تتراكم وتحيط مصير الاستحقاقات الداخلية بعلامات استفهام، وأقربها الاستحقاق الانتخابي في 15 مايو المقبل.

وإذا كانت هذه الأسئلة مشروعة، على ما تقول مصادر حكومية معنية بالملف الانتخابي، إلا أنها أكدت لـ«البيان» أن الانتخابات البرلمانية حاصلة في موعدها مهما كانت الظروف.

ولأن الوضع اللبناني بات يُرثى له تحت سطوة السلطة الحاكمة، استرعى الانتباه التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية حول «حقوق الإنسان»، بحيث أضاءت فيه على «وجود فساد رسمي خطير رفيع المستوى وواسع النطاق» في لبنان، مفندةً معلومات موثوقة حيال «التدخل السياسي الخطير في الجهاز القضائي والشؤون القضائية، وفرض قيود خطيرة على حرية التعبير والإعلام.

بما في ذلك العنف والتهديد بالعنف أو الاعتقالات أو الملاحقات القضائية غير المبررة ضد الصحفيين». كما لفتت، في سياق التقرير، إلى أن «المسؤولين الحكوميين تمتعوا بقدر من الإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان، ويشمل ذلك التهرب من العمليات القضائية أو التأثير عليها».

دوامة انهيارات

وكان الأسبوع الماضي أغلق على ملخص التشخيص الذي خرج به مجدداً «مرصد الأزمة» لوضعية الانهيار الراهن في لبنان، ومفاده أن «الارتطام الكبير حصل، والبلد دخل في دوامة انهيارات قطاعية متتالية»، فيما كل ما يسجله شريط الأحداث اليومية لا يعدو كونه نتاج الهزات الارتدادية لهذا الارتطام، في مختلف تشعبات المشهد، سياسياً واقتصادياً ومالياً ومعيشياً.

أما في المقلب الآخر من الصورة، فأطل الأسبوع الجديد متزامناً مع منحدرات الأزمة ودهاليزها المتشعبة في أكثر من اتجاه، معيشياً واقتصادياً ومالياً وصحياً. وما بين المشهدين، يواصل اللبنانيون رحلة «الهبوط الحر» إلى الهاوية، وينزلقون أسرع فأسرع إلى القعر مروراً بيومياتهم الحافلة بمشهديات مأسوية تدور في حلقات مفرغة وشعارات فارغة من أي محاولة جدية لفرملة الانهيار الحاصل، وذلك على وقع استمرار طغيان الذهنية الترقيعية في أداء أهل الحكم والحكومة، ما أبقى الناس أسرى دوامة عبثية من «اللف والدوران» في دوائر تستنسخ الوقائع نفسها على أرض الواقع.

تحدي الحكومة

تزامناً، ومع دخول البلاد تدريجياً في مدار الانطلاق الفعلي نحو الحقبة الانتخابية، فإن ثمة كلاماً عن أن العد العكسي لمرحلة الأيام الفاصلة عن موعد الانتخابات في 15 مايو المقبل لا يتصل باستكمال الإجراءات المتصلة بهذا الشأن، إذ إن الانهيار الذي يشهده لبنان يجعل من هذه المهلة محكاً بالغ الدقة والصعوبة، وربما الخطورة، على 3 مستويات، بدءاً من التحدي الكبير للحكومة والسلطة، بكل وزاراتها وإداراتها وأجهزتها الأمنية، في استكمال إجراءات إنجاح الاستحقاق، وسط رصد الداخل والخارج للمطبات التي قد تواجه إنجاز هذه الإجراءات بما يكفل الحدود القصوى من الكفاءة والنزاهة والشفافية والجاهزية لإجراء الانتخابات.

 
Email