ليبيا.. كابوس الميليشيات يقض مضاجع طرابلس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه العاصمة الليبية نذر تصعيد عسكري في ظل استمرار الأزمة السياسية، واتساع دائرة الانقسامات بين الميليشيات. وفيما لوحظ تحشيد عسكري مفاجئ بمنطقة وادي الربيع جنوب شرق طرابلس، أشارت مصادر، إلى أنّ أرتالاً من المركبات المدرعة وصلت إلى المنطقة قادمة من مصراتة، وأغلقت الطريق الرابط بين تاجوراء وقصر بن غشير، قبل أن تتمركز بمنطقة وادي الربيع.

وقالت قوة إنفاذ القانون القادمة من مصراتة إنّها نشرت دورياتها الأمنية، أول من أمس، داخل مناطق العاصمة طرابلس، تنفيذاً للخطة الأمنية المنبثقة عن مديرية أمن طرابلس، مشيرة إلى أنّها أقامت كمائن في مناطق وادي الربيع وصولاً لمنطقة السراج في إطار حفظ الأمن وضبط الشارع العام. وقبل ذلك بساعات، أعلن آمر القوة مختار الجحاوي النفير العام، داعياً عناصرها للالتحاق بالمقر الرسمي للقوة للرد على ما وصف بـ«المهزلة»، في إشارة إلى اختطاف الدكتور أحمد مليطان، مدير إدارة شؤون العلاج في الداخل والخارج من قبل إحدى الجماعات المسلحة في طرابلس.

نذر فوضى

ويرى مراقبون أنّ الأوضاع في طرابلس تنذر بالعودة لمربع العنف، لا سيما في ظل استمرار الاشتباكات بين الميليشيات، وعجز السلطات التنفيذية والقضائية على كبح جماح المسلحين. وكان عدد من القتلى والجرحى قد سقط ليل الثلاثاء الماضي، جراء تبادل لإطلاق النار بين قوة حفظ الاستقرار التابعة للمجلس الرئاسي وقوة النواصي التابعة لوزارة الداخلية. وأكدت مصادر طبية أنّ عدد القتلى وصل إلى ثمانية، فيما ذكرت قوة حفظ الاستقرار التابعة للمجلس الرئاسي أن خمسة من مسلحيها قتلوا في المواجهة. وقالت القوة في بيان إنّ الاشتباك لا يعدو أن يكون خلافاً بسيطاً، وتمت السيطرة عليه وحله بتدخل العقلاء والحكماء.

مخاوف

ووفق مصادر مطلعة في طرابلس، فإنّ كابوس الميليشيات لا يزال يسيطر على المشهد العام في الغرب الليبي، لا سيما منذ بداية شهر رمضان، مشيرة إلى وجود حالة انقسام بدأت في الاتساع وتنذر بالعودة لمربع العنف والفوضى، خاصة مع استمرار ظاهرة الإفلات من العقاب. وأعربت المصادر عن مخاوف جدية من أن تؤدي الولاءات المتناقضة بين الميليشيات إلى تجدد العنف في طرابلس، ما يعني تحوّل الصراع السياسي على السلطة إلى صراع ميداني على مراكز النفوذ والمصالح الخاصة لأمراء الحرب الذين يواصلون العمل على المحافظة على الامتيازات التي يحظون بها، فيما فشلت كل محاولات التوصل لقرار رسمي بحل الجماعات المسلحة وجمع سلاحها.

Email