تعود إلى الحياة بفضل ريشتها!

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم الصعوبات الاجتماعية وعدم وجود قسم متخصص بدراسة الفنون في مرحلة التعليم الجامعي، إلا أن ريشة اليمنية رنا حماد، تغلبت على كل الصعوبات وأصبحت اليوم فنانة تشكيلية معروفة وتشارك في أغلب معارض الصور التي تقام في محافظة حضرموت، وباتت تمتلك مشروعها الخاص.

إلى ما قبل العام 2019 كانت تطلعات رنا قد توارت خلف جملة من الصعوبات ليس أولها عدم قبول المجتمع أن تعمل الفتاة في مهنة الرسم، ولكن أيضاً عدم وجود هذا التخصص في مرحلة التعليم الجامعي، وزاد من صعوباتها أنها أصبحت أماً بعد استكمال دراستها الجامعية، تقول رنا وهي في العقد الثالث من العمر وهي أمٌ لولدين - جواد وزياد -، إنها كانت تهوى الرسم منذُ الطفولة، إلا أن عائلتها كباقي العائلات ترى أن الرسم ليس بالشيء الضروري لتستمر فيه وأن الدراسة أهم من ذلك، وبتشجيع من صديقاتها في المدرسة وبعض المدرسين الذين ساعدوها على تطوير موهبتها لأول مرة عندما كانت في الثامنة من العمر، حيث شاركت في العديد من الفعاليات والمعارض التي تُقيمها المدرسة.

وتشرح التشكيلية اليمنية مسيرة الصعوبات وتقول، إنها وبعد أن أكملت دراستها الثانوية كانت تطمح بأن تدرس في كلية متخصصة بالفنون التشكيلية، إلا أن في منطقتها لا يوجد كلية متخصصة، ورفضت أسرتها أن تذهب إلى محافظة أخرى لتدرس التخصص الذي ترغب فيه، ولكنها لم تيأس فرغم دراستها إدارة الأعمال، ومن ثم زواجها، إلا أنها واصلت تطوير موهبتها وكان زوجها سنداً حقيقياً لها، إلا أن حملها بطفلها الأول وقف حائلاً بينها وبين العمل ضمن هيئة التدريس في الجامعة، وظلت ثماني سنوات في المنزل كانت خلالها تساعد أخاها الذي يمتلك أحد المشاريع الخاصة.

وتصيف: «في العام 2019 تم تنظيم معرض للصور في المكلا وقررت المشاركة فيه من باب استعادة الحماس، ولم يكن هدفي الفوز في أي من لوحاتي بسبب الانقطاع عن التدريب»، لكنها فازت في ذلك المعرض الذي تصفه بأنه «كان بمثابة رجوع إلى الحياة» أعقب ذلك أن استلمت المشروع الذي كان يديره شقيقها، وأصبحت تدير المشروع بالكامل، وهو المشروع الذي يقوم على كتابة اللوحات وتزيين وتصميم الهديا والتحف، وواصلت هذا النجاح وكانت أبرز المشاركين في معرض الصور الذي احتضنته مدينة سيئون نهاية مارس الماضي، وباتت نموذجاً للنجاح الذي تحققه المرأة اليمنية.

Email