من صناعة الفوانيس يزرع البهجة في مخيم الزعتري!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينتظر السوري عبد الرزاق اللباد شهر رمضان في كل عام حتى يمارس هوايته في صناعة الفوانيس وتزيين الكرفانة التي يعيش بها، فهذه الهواية بالنسبة له جزء مهم لاستقبال الشهر الفضيل والاحتفال به بما يليق به، عبد الرزاق لاحظ منذ قدومه إلى مخيم الزعتري اللاجئين السوريين أن بيئة المخيم تفتقر للبهجة والفرح لاستقبال الشهر المبارك، ومن هنا منذ عام 2018 ولغاية الآن لا يزال مستمراً في إبداع نماذج للفوانيس وإضافة لمساته الخاصة عليها.

يقول اللباد (32 عاماً): "أحببت الاحتفال بالشهر بطريقتي، وفي البداية اتجهت لإعادة تدوير الكرتون والفلين وغيرها من المواد، ومع قدوم شهر رمضان خطرت في بالي فكرت الفوانيس، وتابعت هذه الصناعة بتفاصيلها على شبكة الإنترنت، ومن بعد إتقان الأساسيات أصبحت أفكر بتطوير اللمسات الخاصة من خلال إضافة الزخارف الجميلة وجعل الفانوس يضيء، وأصبح الفانوس لافتاً والجميع يتحدث عنه، فهو يبعث الراحة والسعادة في نفس من يراه من الزوار، وأصبحت الكرفانة التي أقطنها جميلة تختلف عن غيرها".

لم يكتفِ اللباد في تعلّم هذه المهارات لوحده، وإنما علّمها أيضاً لمن يرغب بتعلّمها، وكذلك حاول أن يجمع أطفاله الثلاثة حوله عند البدء في تصميم الفوانيس حتى تنتعش نفسيتهم ويشعرون ببهجة رمضان، ومع الوقت فكر أن يطوّر هذه الصناعة، ولكنه للأسف لم يتمكن فالتطوير يحتاج إلى إمكانات مادية وفريق عمل وقدرة على صناعة فوانيس من مواد مختلفة مثل الخشب وغيره من المواد، علاوة على تسويق هذا المنتج في داخل المخيم وخارجه لمن يحبون المنتجات اليدوية.

يردف: "أحب أن أصنع الفوانيس مع الأطفال، حيث كنت أعمل كميسر أنشطة، وكنت دوماً أفكر كيف لي أن أعلّمهم المهارات وفي الوقت ذاته أشعرهم بالبهجة، وبالفعل صنعنا أجمل الفوانيس ذات الأشكال والأحجام المختلفة، فالأطفال لديهم طاقة إيجابية وحب لعمل كل شيء، ولكنهم يحتاجون لمن يدعمهم، وهذه المهارات التي اكتسبوها جعلتهم يشعرون بالفخر بأنفسهم وكسر جمود الكرفانة، حتى الأهالي يعبّرون عن بهجتهم لأنهم دوماً يقارنون رمضان في سوريا سابقاً والأجواء والظروف الصعبة التي يعيشونها حالياً، فالذاكرة تلاحقهم".

ويختم بالقول: "إن شهر رمضان شهر ينتظره المسلمون طوال العام، ويجب استقباله كما يجب، حتى لو كانت الظروف شائكة، فكل شخص بإمكانه أن يغيّر من أجواء أسرته للأفضل، فهو شهر مميّز ويجب أن ترحب به العائلات بالشكل المميز، أهل الزعتري في رمضان دوماً يحاولون الخروج من حالة اللجوء وإضفاء أجواء خاصة بهذا الشهر الفضيل".

Email