خلال جلسة حوارية في «مساحتكم عبر البيان»

الاقتصاد مفتاح العرب لحجز مكان في التاريخ الجديد.. الأمة العربية تمتلك جميع المقومات لبناء مستقبل أفضل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الخبراء والمختصون المشاركون في البرنامج الحواري في «مساحتكم عبر البيان» على «تويتر space»، والذي ناقش موضوع: «العرب والتاريخ الجديد الذي يتم صنعه اليوم»، على ضرورة النظر إلى المستقبل بروح تفاؤلية، والابتعاد عن التشاؤم، كما شددوا على ضرورة النظر بواقعية، والابتعاد عن الخيال الزائد، باعتبار أن الحضارات تبنى على أساس العمل، لا على الأماني، واتفق المتحدثون على القاعدة الاقتصادية للانطلاق نحو مستقبل عربي واعدٍ، وتكتل قوي يكون فيه للعرب مكان في التاريخ الجديد. واستند المشاركون في مداخلاتهم إلى تلك الرسالة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي استنهض سموه فيها الأمة العربية، نحو التقارب والتعاون والاتفاق، حتى يكون لهم وزن ورأي، مستشرفاً سموه أن تاريخاً جديداً يصنع في العالم الآن، وأن على العرب المسارعة لحجز مكانة لهم فيه. كما أكد المشاركون خلال الجلسة، والتي شهدت تفاعلاً واسعاً على المنصة، على الجانب الأمني والاستقرار، مشيرين إلى تجارب رائدة في الاتحاد والوحدة على غرار تجربة الإمارات ودول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي.

في بداية الجلسة الحوارية، رحبت منى بوسمرة رئيسة التحرير المسؤول لـ«البيان»، بالمشاركين في الحوار، باعتبارهم قامات كبيرة، كل في مجاله.

وشارك في الحوار، الذي أدارته الكاتبة والإعلامية، نائب رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، عائشة سلطان، كلا من د. علي سباع المري الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، وعوض بن حاسوم الدرمكي كاتب وإعلامي إماراتي، ود. محمد النغيمش كاتب كويتي متخصص في الإدارة، وجمال الكشكي رئيس تحرير الأهرام العربي، ود. أيمن سمير محلل سياسي وخبير في العلاقات الدولية، وهاني مسهور كاتب وصحافي يمني.

 

خلط وفوضى

وفي البداية، أكدت عائشة سلطان، أنه في ظل عالم متغير، ليس هناك من إقليم أو منطقة أو دولة، بمنأى عن هذا الخلط والفوضى الحاصلة في معظم الكرة الأرضية، مشيرة إلى أن العرب يجدون أنفسهم وسط الأزمات في منطقة رمادية، يراوحون فيها فترة طويلة عبر التاريخ، ولأسباب كثيرة، ظلوا محل أطماع دائماً، متسائلة، أما آن الأوان لهذا الوضع أن يتغير؟. كما عرجت عائشة سلطان خلال إدارتها الحوار، على نموذج الإمارات الشاهق والساطع في الواقع العربي كتجربة تنموية متقدمة في جميع المجالات وهو ما أكد عليه المتحدثون أيضاً.

 

د. علي المري في مداخلته، أكد على أهمية الموضوع المطروح، مركزاً على تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي تحدث فيها سموه عن أن الأزمة هي أزمة إدارة، وليس أزمة موارد، مستدلاً بتجربة الصين واليابان في التنمية.

يقول د. المري، إن الكثير من الإخفاقات أدت إلى تشاؤم كبير في الوطن العربي، إلا أنه أكد على أهمية الطاقة الإيجابية في العمل، وأن الحديث على المستقبل، لا بد أن يكون إيجابياً، مشيراً إلى أنه رغم التحديات، لكن المقومات موجودة لبناء مستقبل أفضل.

ويوضح د. المري، أن هناك أسباباً كثيرة، جعلت الوطن العربي متفرقاً، من بينها أن الغرب لا يرغب للكيان العربي أن يكون قوياً، مُشدداً على أن الأمور في يد الدول العربية لتحقيق وحدتها. إلا أنه أكد أنه ضد نظرية المؤامرة، مركزاً على الجانبين الأمني والاقتصادي، فالأمن هو المطلب الأول للشعوب، في ظل وجود ميليشيات مسلحة في العديد من الدول.

 

من ناحيته شدد، د. محمد النغيمش، على ضرورة الاعتراف بوجود مشكلة أولاً، مشيراً إلى أهمية وجود إرادة سياسة، باعتبارها أساس إحداث التغيير.

 

عوض الدرمكي، ركز بدوره على أهمية الاستماع للنقد والرأي الآخر، وأهمية الاستثمار في التعليم، مشيراً إلى أن رغبة استعادة الأمجاد العربية، موجودة في نفوس الشعوب العربية، واتفق الدرمكي مع النغيمش، في أهمية الإقرار بوجود مشكلة. وقال إن بعض الدول العربية غنية، لكن على المعيار البحثي والتقني، بعيدة جداً، مشدداً على أهمية وجود مدخلات واضحة لإحداث إنجاز متقدم، وأشار إلى إنفاق الدول المتقدمة على البحوث العلمية، وتأخر الدول العربية في هذا المجال، كما تحدث عن جودة التعليم، وأزمة تغير المناهج، التي تخلق مشكلة لدى النشء.

ويقول الدرمكي «الشعوب تريد وطناً عربياً متكاملاً، لدينا تاريخ، العرب قدموا أفضل حضارة للبشرية».

 

أما جمال الكشكي، فأكد أنه لا أحد ينجو من الأخطار، مؤكداً أن الإيمان بالعمل مفتاح الحفاظ على الدولة الوطنية، مشيراً إلى أن البعض يراهن اليوم على الطاقة، والاكتفاء الذاتي، فالدول العربية لديها مقومات كبرى، مشدداً على أهمية الاستقرار الأمني العربي، ومفهوم الحفاظ على الدولة الوطنية.

 

عاملان

بدوره، يقول هاني مسهور إنه منذ منتصف القرن الماضي، والوطن العربي يحاول الخروج من الاستعمار الأجنبي، وأن العالم العربي يعيش الآن مشكلة الإسلام السياسي، وهما عاملان عطلا مشروع التكامل العربي والوحدة العربية، وأنه من هذه النقطة نستطيع بناء المستقبل.

وعرج مسهور على التجربة المصرية في مواجهة الإسلام السياسي، موضحاً أن مصر تعيش التكامل الكهربائي مع دول عربية عدة، وهي من بين المشاريع المهمة التي تقدم لنا كيفية بناء المستقبل، إضافة إلى تجربة مد سكة الحديد بين دول مجلس التعاون الخليجي.واستبعد نجاح التكامل السياسي في الوقت الراهن، مركزاً على العامل الاقتصادي. وقال مسهور إن المشكلة الأساسية في عالمنا العربي، هي محاولة القفز من الماضي إلى المستقبل بسرعة.

وتحدث مسهور عن سلة الغذاء العربي، مشيراً إلى السودان الذي يعاني من أزمة سياسية، كما أشار إلى مشكلة الإسلام السياسي وجماعة «الإخوان» المعطلة لمسار تنمية الدول، غير أنه أكد على ضرورة الاستقرار السياسي، وتابع «إننا نعيش مرحلة مهمة، والعالم العربي يحتاج إلى مركز دراسات متخصصة».

 

من جهته، ركز د. أيمن سمير، على تجربة الاتحاد الأوروبي، وفكرة اتحاد منتجي الحديد وهي فكرة بسيطة جداً في إرهاصاته، قبل أن يصبح تكتلاً قوياً اليوم، طارحاً فكرة القلب الصلب، مشدداً على أن فكرة الاتحاد العربي، يجب أن ينطلق اليوم من الاقتصاد، وليس السياسة، حيث استعبد سمير أن تتحد الدول العربية اليوم حول أي فكرة سياسية، نظراً لارتباط كل دولة بارتباطات دولية.

وقال سمير إن الاتحاد الأوروبي لم يبدأ بـ 27 دولة، فلنبدأ بالتكامل الاقتصادي أولاً، مستدلاً بتجربة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي شكل تجربة تنموية في العالم العربي، مؤكداً على الواقعية والمتاح نحو المستقبل.

 

النجاح الفردي

ومن بين المتدخلين في البرنامج الحواري، الكاتب الإماراتي محمد الصوافي، الذي تحدث على أهمية النجاح الفردي للدول، قبل النجاح الجماعي، مشيراً إلى أهمية تحديد نقطة الانطلاق لبناء المستقبل.

 

أما عيسى العربي رئيس الاتحاد العربي لحقوق الإنسان، فركز على المتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والتحديات الجديدة التي تواجه الوطن العربي، داعياً إلى وضع استراتيجية شاملة، والبدء بدمج الفكر السياسية والاقتصادي، ووضع كل هذه الأمور في بوتقة واحدة، من أجل الخروج بخطة عمل عربية لاستشرف المستقبل.

 

منصة للانطلاق

إلى ذلك، أكد جابر اللمكي إعلامي إماراتي ومتابع للشؤون السياسية أن «اليوم العالم العربي يشهد الكثير من التحديات»، داعياً «البيان» لتكرار مثل هذه النقاشات. وأشار إلى التجربة الإماراتية في مجال الاتحاد. وقال، إن «الشاب العربي يرى في الإمارات نموذجاً وبارقة أمل لبناء المشاريع، ويجد في الإمارات منصة للانطلاق للعالمية». وأضاف أنه ينظر بتفاؤل للمستقبل.

 

تابع أيضاً:

ـــ منى بوسمرة: «العرب والتاريخ الجديد» نابعة من رسالة محمد بن راشد للعرب

Email