تقارير « البيان»

لبنان.. استحقاق نيابي وشيك و«نادي الأربعة» خارج البورصة

ت + ت - الحجم الطبيعي

على أبواب مرحلة اصطفافات وتقاطعات مفصلية، يقف لبنان عند مفترق استحقاقات متزاحمة داخلياً وخارجياً، تضع مصيره على المحكّ، فيما بات الأمل معقوداً على أن يشرع الاستحقاق الانتخابي الوشيك أبواب التغيير المنشود. وعلى المقلب الآخر من الصورة، تتبدى هستيريا انتخابية، وسط أفول رموز وظهور وجوه جديدة، فيما نادي رؤساء الحكومات، أصبح خارج اللعبة النيابية.

وغداة إقفال باب الترشيحات للانتخابات النيابية على 1043 مرشّحاً، بدأت مرحلة تسجيل اللوائح، والتي تفرض إكمال التحالفات في مهلة تنتهي في 4 أبريل المقبل.

ولعل اللافت في الاستحقاق، أنّ بورصة الترشيحات سجّلت أكبر عدد مرشّحين منذ عام 1962، ومنهم 155 امرأة، بعدما كان عدد المرشحين في الانتخابات الأخيرة عام 2018، قد بلغ 976، منهم 111 امرأة. وبلغة الأرقام، فإنّ عدد المقاعد النيابية في لبنان، هو 128 مقعداً، موزّعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين.

وفي مضامين المشهد الانتخابي، وقبيل إغلاق باب الترشيحات، أقفل رئيس الوزراء الأسبق، فؤاد السنيورة، باب التكهنات والتحليلات، حول موقفه من الاستحقاق، معلناً عزوفه عن الترشّح، بعدما سبقه رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، وقبلهما كان أوّل العازفين، تمّام سلام، ومن ثمّ تلاه رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، فاكتمل بذلك عقد «نادي الأربعة».

وفي جرْد حساب سريع، كان الرئيس سلام أعلن، في 20 يناير الماضي، عزوفه عن الترشّح لإفساح المجال للتغيير الجدي، ومن ثمّ جاء دور الحريري، الذي استقال من الحياة السياسية أواخر يناير، معلّقاً نشاطه ونشاط تيّاره فيها، ومعلناً عدم القدرة على تحمّل تسويات إضافية.

قال الحريري يومها كلمته ومضى، بعد أن ختم الباب السياسي الأزرق بشمع التعليق السياسي الأحمر، حتى إشعار آخر، مودعاً في لبنان ألف سؤال وسؤال، وارتدادات اختلطت فيها الاعتبارات العاطفية بالسياسيّة، ليرتفع منسوب الكلام عن أنّ الحريري، أربك المشهد السياسي بقراره، وترك خلفه محرومين في كل دائرة انتخابية.

اكتمال عقد

بدوره، فضّل ميقاتي «تجربة حكومة عام 2005» التي ترأّسها، وقدّمت حينها، وفق قوله، نموذجاً في الفصل بين إدارة الانتخابات وعدم الترشّح، مع إبداء حرصه على ألا يشوب قرار عزوفه أي شبهة مقاطعة للانتخابات، لأنّ التغيير الحقيقي المنشود، يبدأ في صناديق الاقتراع. اكتمل أخيراً عقد «نادي الأربعة»، بإعلان السنيورة عزوفه عن الترشّح لخوْض الانتخابات.

مرفقاً إعلانه بدعوة جميع اللبنانيين للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي المهم والمفصلي، كيلا يُتاح للوصوليّين تزوير التمثيل، وتعبئة الفراغ الذي يمكن أن ينجم عن الدعوة لعدم المشاركة في الاستحقاق الوطني، مختصراً موقفه بعبارة واحدة: «ليس هذا بيان ابتعاد، بل هو إعلان انخراط واستمرار، إنّها معركة أن نكون أو لا نكون».

عزوف رباعي

وفي الانتظار، فإنّ ثمّة كلاماً عن أن صورة عزوف رباعي رؤساء الحكومات عن الترشّح، تكفي في ذاتها، لبلورة واقع استثنائي، سيلقي بظلاله على مجمل المشهد الانتخابي، كما على السِباق أو التسابق على اقتناص المقاعد السنية في مختلف المناطق، مع ما يعنيه الأمر من تصاعد ما يصح تسميته بـ «الأزمة السنية» العميقة، التي ستتحكم أكثر فأكثر بمجمل التحالفات واللوائح والصورة الانتخابية، فيما لم يفْت المراقبين، ملاحظة تكثيف إعلان نوّاب وسياسيّين من تيار المستقبل، التزامهم قرار الحريري بعدم الترشّح، الأمر الذي بدأ ينسج معالم قرار مقاطعة ضمني غير معلن رسمياً للانتخابات برمتها.

 

Email