الأمن الغذائي هاجس يؤرق سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت تداعيات الأزمة في أوكرانيا تظهر في سوريا، في ظل الارتفاع الهائل للأسعار وتراجع القدرة الشرائية للسوريين، إذ تتضاعف أسعار المواد الغذائية بين الحين والآخر بشكل يصعب على السوريين مواكبة هذا الارتفاع الحاد في أسعار البضائع. وتضاعفت معاناة سوريا اقتصادياً في ظل اعتمادها على بعض الإمدادات الغذائية والنفطية من روسيا وأوكرانيا، بما جعل منها وهي التي تعاني التدني الاقتصادي، أكثر المتأثرين بالأزمة الأوكرانية. 

ووفق تقرير صدر عن برنامج الأغذية العالمي العام الماضي، يعاني نحو 12.4 مليون شخص، أي ما يقرب من 60 في المئة من السكان من انعدام الأمن الغذائي، فيما تبدو الأوضاع الآن أكثر تأزماً بسبب انتشار الحروب التي تؤثر على خطوط الإمداد.

ولا تقتصر المعاناة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، بل حتى المناطق الخارجة عن سيطرتها طالها تأثير الأزمة في أوكرانيا، إذ قالت مصادر رسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، إن هذه المناطق قادرة على الاستمرار في تأمين الحد الأدنى من الأمن الغذائي حتى سبتمبر المقبل، إلا أنه لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأوضاع بعدها، لا سيّما على مستوى القمح الذي بات العملة النادرة في سوريا، بسبب تراجع الإنتاج الزراعي.

ولم ينجُ حتى شمال شرق سوريا، الذي يعتبر الخزان الغذائي للبلاد وسلة غذائها بما يزرع فيه من مساحات شاسعة من القمح، إذ بات أيضاً في دائرة الخطر الغذائي، بسبب صعوبة الحصول على مصادر تمويل غذائية وتوقف الاستيراد والتصدير بحكم طبيعة المنطقة المحاطة بالمقاطعات الاقتصادية، ما دعا مناطق شمال شرق سوريا للعمل على الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من محصول القمح تجنباً لأية أزمات مقبلة. ويخشى مراقبون من استمرار الأزمة الأوكرانية لفترة طويلة، بما يؤثّر على استيراد القمح، فيما تتنامى المخاوف من استمرار حالة العقوبات على سوريا، ما يزيد من تعقيد الأوضاع على مستوى الأمن الغذائي.

Email