ميليشيا الحوثي.. تصعيد واستخفاف بالسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما يواصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غوندبرغ، لقاءاته مع الأطراف السياسية اليمنية، تمهيداً لإطلاق خطة سلام جديدة، لا تزال ميليشيا الحوثي ترفض استقباله، بل وتستخف بتلك اللقاءات التشاورية التي دخلت أسبوعها الثاني وشملت حتى الآن خمسة من الكيانات السياسية الرئيسية المكونة للحكومة الشرعية، على أن تمتد لتشمل بقية المكونات بما فيها القيادة السياسية اليمنية وميليشيا الحوثي.

‏ورغم زيارة السفير الهولندي إلى صنعاء، ومحاولته إقناع قيادة الميليشيا بضرورة استقبال المبعوث الأممي والتعامل معه، من أجل العمل على التوصل لاتفاق سياسي شامل، إلا أن قادة الميليشيا تمسكوا بموقفهم الرافض لاستقباله، رغم مضي سبعة أشهر على تسلمه منصبه. واكتفت الميليشيا بلقاءين عقدهما فريقها مع المبعوث الأممي خارج اليمن ولم يسفرا عن أي نتائج، بسبب تعنّت الميليشيا وتمسكها بشروطها المسبقة قبل الدخول في أي محادثات سلام. ولم يقف تعنت الحوثيين عند هذا الحد بل وصل إلى حد وصف المحادثات التي يجريها المبعوث الأممي مع المكونات السياسية، بأنها أشبه بورش التنمية البشرية وتدريبات العصف الذهني.

ورافق هذه المواقف عودة تصعيد الميليشيا في جنوب مأرب، عبر حشد الآلاف من عناصرها في محاولة يائسة لتحقيق أي اختراق نحو عاصمة المحافظة التي تؤوي أكثر من مليون نازح، ضاربة عرض الحائط بحجة التطلعات التي اجتاحت الكثيرين في أن تكون تلك التهدئة رسالة إيجابية على استعداد الميليشيا للعودة لطاولة الحوار، وإدراكها استحالة تحقيق أي انتصار عسكري في هذه الجبهة.

ووفق تأكيدات مصادر مطلعة لـ «البيان»، فإن المبعوث الأممي أصيب بخيبة أمل من تصرفات الميليشيا وإصرارها على تلبية شروطها المتعلقة برفع الرقابة على تهريب الأسلحة وعمل موانئ الحديدة ومطار صنعاء، مشيرة إلى أن هذه المواقف تعطل كل جهود استئناف عملية السلام وتطيل أمد معاناة اليمنيين.

بدورها، أكدت مصادر عسكرية في مأرب، أن التصعيد العسكري للميليشيا باتجاه مدينة مأرب، يؤكد بشكل قاطع أنها مصرة على تبني هذه الخيار، متوهمة بقدرتها على فرض ما عجزت عن تحقيقه طوال عامين، مشيرة إلى أن الجيش الوطني المسنود بالقبائل ومقاتلات تحالف دعم الشرعية، قادر على التعامل مع هذه الحشود الجديدة، كما تعامل مع الحشود السابقة في جبهات غرب وشمال المحافظة والتي استمرت عامين كاملين وفشلت في تحقيق أي تقدم.

Email