تقارير « البيان»

المشهد السياسي في ليبيا.. غموض واحتقان

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينتظر الليبيون ما ستؤول إليه الساعات والأيام المقبلة، في ظل استمرار حالة الاحتقان نتيجة المأزق السياسي الذي تعرفه البلاد، بينما أكد المكتب الإعلامي للحكومة الليبية الحائزة أخيراً على ثقة البرلمان، أنها اتخذت الإجراءات الإدارية والتدابير الأمنية كافة لإتمام عملية التسليم والاستلام وفقاً للقانون، بعد نيلها الثقة من السلطة التشريعية، وأدائها اليمين القانونية أمام مجلس النواب.

وأكدت أوساط ليبية بالعاصمة طرابلس لـ«البيان» أن الأوضاع لا يزال يكتنفها الغموض، في ظل تمسك كل من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، ورئيس الحكومة الجديدة فتحي باشاغا بموقفه، وعجز الأطراف الدولية على حلحلة الأزمة في اتجاه تصور واضح للمسار الحكومي خلال المرحلة المقبلة. وأضافت أن نذر مواجهة عسكرية تعود بقوة إلى صدارة المشهد، وهو ما تحاول القوى الداخلية والخارجية المؤثرة تلافيه، لمنع الارتداد بالبلاد إلى مربع العنف والانقسام.

وقال باشاغا في كلمة مسجلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن بعض الدول عرضت عليه الوساطة مع حكومة الدبيبة وقبلها، لكن ممثليها أخبروها بعد يوم واحد أن الطرف المقابل رفض الوساطة.

وأوضح باشاغا أن الدبيبة أغلق المجال الجوي والطريق الساحلي، واتهمه بـ:«البدء في تنفيذ اعتقالات على الهوية، واستخدام التهديد والترهيب»، وفق تعبيره، وتابع: «صبرت حكومتنا على هذه التعديات وأجرينا اتصالات بسفراء عدة دول، لفتح المجال الجوي أو الطريق الساحلي. لكن تلك الدول لم تفلح في الضغط على الحكومة المنتهية الولاية لفتح المجال الجوي».

وكان الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أشار إلى أن البعثة الأممية تحض جميع الأطراف على التعاون مع المستشارة الأممية ستيفاني وليامز التي تحاول إيجاد طريقة تفاوضية للخروج من المأزق الحالي.

ومن جانبها، قالت وليامز إنه تم تسجيل ردود فعل إيجابية من الدبيبة وباشاغا لإجراء محادثات، وأن الأمم المتحدة لا تنحاز لأي الجانبين، وهي ليست في مجال تأييد الحكومات أو الاعتراف بها، وتابعت «إن الدبيبة، قد يجري محادثات مباشرة مع باشاغا، لحل الأزمة السياسية في البلاد»، إلا أن مصادر ليبية مطلعة، كشفت لـ«البيان» عن أن الدبيبة لم يوافق على أي لقاء مباشر مع باشاغا، وأن مسألة الاجتماع بين الرجلين ليست مطروحة حتى الآن على الأقل، وأبرزت أن الصراع على السلطة في ليبيا بلغ مرحلة معقدة.

واستطردت المصادر أن الموقف قد يشهد منعطفاً حاسماً في حالة المساس بالأمن النفطي ولا سيما في ظل الوضع العالمي الحالي، حيث إن الدول الغربية أكدت لجميع الأطراف الليبية إصرارها على الاستمرار في تدفق صادرات النفط الليبي مهما كانت حدة الخلافات السياسية.

Email