السودان.. تحركات دولية وإقليمية لجمع الفرقاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد العاصمة السودانية الخرطوم هذه الأيام تحركات مكثفة لمبعوثين غربيين بجانب مساعٍ أخرى يقودها الاتحاد الأفريقي، تصب جميعها في اتجاه جمع الأطراف السودانية في طاولة حوار واحدة تخرج البلاد من أزمتها الراهنة، ففي غضون الأيام الأخيرة وصلت إلى الخرطوم وفود من الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة بالتزامن مع انتهاء المشاورات التي قادها رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس مع المكونات السودانية بغية الوصول إلى عملية سياسية شاملة.

وانخرط الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي انيتي ويبر في مباحثات متواصلة مع المسؤولين السودانيين على رأسهم مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، إذ بحثت تلك اللقاءات الأوضاع السياسية في البلاد، على صعيد التطورات الجارية بشأن عملية الحوار بين الأطراف السودانية، التي تهدف للتوصل إلى توافق وطني يعيد المسار الانتقالي.

ووفقاً للممثلة الأوروبية فإنها اتفقت مع البرهان على المبادئ العامة للحوار بين الأطراف السودانية، وضرورة تسريع وتيرته، على أن يفضي إلى توافق، تشكل بموجبه حكومة يقودها المدنيون، وإجراء الانتخابات بنهاية الفترة الانتقالية، ولفتت إلى أن هناك أرضية مشتركة بين الفاعلين في المشهد السوداني، على محتوى وقضايا الحوار، وضرورة تسريع خطواته، نسبة للأوضاع الاقتصادية التي يمر بها السودان، إلى جانب عدم الاستقرار الذي يشهده الإقليم.

وفي الاتجاه ذاته، يقود مسؤول الشؤون الأفريقية بالخارجية البريطانية معظم مالك، اتصالات منذ وصوله إلى الخرطوم، إذ التقى أيضاً بكبار المسؤولين في البلاد، واستمع إلى شرح من البرهان لمجمل تطورات الأوضاع الراهنة بالبلاد، والجهود المبذولة لإنجاح الحوار بين الأطراف السودانية، وأكد البرهان للمسؤول البريطاني التزامه بعملية حوار شامل يقود إلى توافق بين الأطراف، باعتباره المخرج الوحيد من الأزمة الراهنة، وأعلن له دعمه للمبادرة الأممية التي تقودها بعثة (يونيتامس).

ورحبت مجموعة أصدقاء السودان بنشر تقرير (يونيتامس) الموجز حول المشاورات مع أصحاب المسلحة السودانيين على خلفية الأزمة السياسية المستمرة في السودان، وأكدت المجموعة أن المشاركة النشطة من أصحاب المصلحة السودانيين في المشاورات تمثل علامة مشجعة على التزام الفاعلين الراسخ لحل الأزمة وتمهيداً للطريق أن سودان ديمقراطي ومسالم.

ودعت مجموعة أصدقاء السودان في بيان لها جميع أصحاب المصلحة المعنيين للانخراط في المرحلة الثانية من العملية السياسية لحل الأزمة في السودان، مع تأكيد المجموعة لالتزامها بدعم تطلعات الشعب السوداني، ولفتت إلى أن توفر نقاط التوافق يعد أساساً مهماً لبذل المزيد من الجهود من قبل جميع الأطراف السودانية للتوصل إلى تفاهم مشترك يقود للأمان من خلال الاتفاق على أساس دستوري وقانوني جديد وترتيبات حكم الفترة الانتقالية المتبقية لحين قدوم الانتخابات.

Email