باشاغا والدبيبة.. صراع جديد على السلطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

23 وزيراً من أصل 38 في الحكومة الليبية الجديدة برئاسة فتحي باشاغا، أدوا اليمين القانونية أمام مجلس النواب أمس، بمقر المجلس المؤقت في طبرق، فيما لم يتمكن البقية من الحضور بسبب إغلاق المجال الجوي الليبي والطريق الساحلي الرابط بين شرقي البلاد وغربها، هذا بالإضافة لثلاثة وزراء تعرضوا للاحتجاز على أيدي مجموعات مسلحة هم: وزير الخارجية ووزير التعليم التقني ووزيرة الثقافة. وكان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح كشف في وقت سابق عن العدد النهائي لأعضاء المجلس والذي تقلص إلى 163 نائباً، بعد تعيين ثلاثة نواب كوزراء في حكومة باشاغا. وأكد نيل الحكومة الجديدة 97 صوتاً عند منحها الثقة، من ضمنهم ثمانية نواب قاموا بالتصويت إلكترونياً. واعتبر صالح أن التصويت لنيل الثقة تم بطريقة قانونية وشفافة، وتلا عقيلة أمام الأعضاء، أسماء النواب الذين منحوا الثقة للحكومة، باستثناء عضو واحد يرفض عرض اسمه «لظروف أمنية».

وبعد أداء اليمين ألقى باشاغا كلمة أمام المجلس أدان فيها ما وصفه بالعنف غير المبرر من بعض الأطراف «في إشارة لحكومة الوحدة الوطنية»، وذلك من خلال احتجاز حرية ثلاثة وزراء، وإغلاق المجال الجوي والطريق الساحلي، الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين وفق قوله، مطالباً بفتح الطريق والأجواء وإخلاء سبيل المحتجزين من الوزراء.

وقال باشاغا: «لقد سلمنا السلطة فيما سبق، والبعض يحاول جرنا للاقتتال، ولكننا لن نسفك قطرة دم واحدة، وسندرس كل الخيارات لاستلام السلطة في طرابلس».

وحذرت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية كل الوحدات والتشكيلات العسكرية من تحريك أي أرتال أو سيارات مسلحة أو عسكرية أو شبه عسكرية دون إذن تحرك مسبق من الوزارة.

مربع الفوضى

وعلمت «البيان» أن الحكومة الليبية الجديدة ستتجه لمباشرة عملها من مدينة سرت، شمال وسط البلاد، وذلك في ظل نذر العودة إلى مربع الفوضى والانقسام والتجاذبات القائمة حول شرعية الحكم بين رئيس الحكومة المنتخب من قبل ملتقى الحوار السياسي عبدالحميد الدبيبة، ورئيس الحكومة المكلف من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا. وأكدت أوساط مطلعة من شرقي البلاد، أن مدينة سرت الخاضعة لنفوذ الجيش الوطني، مستعدة لاستقبال الحكومة الجديدة بمجمع «واغادوغو» الضخم، وأن هناك مشاورات تدور في هذا الاتجاه مع اللجنة العسكرية المشتركة وبعض الكتائب المسلحة بمدينة مصراتة.

استقالة وزير

وأكدت مصادر مطلعة بطرابلس أن مجموعة مسلحة اختطفت وزير الخارجية حافظ قدور لمنعه من السفر إلى طبرق براً قبل أن تفرج عنه، وهو ما حدث مع وزيرة الثقافة صالحة الدروقي، فيما أعلن وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة باشاغا، جمال شعبان، استقالته من منصبه، وتحدثت أوساط محلية عن تعرضه لضغوط شديدة من ميليشيات موالية لحكومة الدبيبة.

Email