المصارعة الرومانية تحتضن أطفال الشوارع في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجمع مجموعة أطفال حول مدربهم، يتابعون بشغف الحركات التي يقوم بها ويعلمهم إياها، وبكل حماس تقدم كل واحد منهم بحسب دوره لتأدية الحركة الجديدة، وإظهار ليونة جسده في تأديتها. هذه المجموعة من الأطفال لا تشبه غيرها من الأولاد، وإن كانوا متشابهين من ناحية الحماس والرغبة في التعلم، ولكنهم مختلفون لعدم وجودهم ضمن عائلاتهم ووجودهم ضمن دار رعاية تابعة لإحدى الجمعيات، فهم إما مشردون، وإما ممن تلقوا أنواع العذاب على يد ذويهم، وإما متسولون دفعتهم عائلاتهم للتسول والبقاء في الشوارع طيلة اليوم.

ومن أجل استيعاب هذه الشريحة الواسعة من الأطفال في سوريا، اقترح متطوعون في جمعية حقوق الطفل تدريبهم على رياضة المصارعة الرومانية، بهدف تعليمهم شيئاً جديداً قد يفتح لهم أبواباً في المستقبل، ويمكنهم من احتراف هذه اللعبة والمشاركة في البطولات المحلية وأيضاً العربية والعالمية.

ويقول المدرب هلال قضماني، وهو لاعب منتخب سوريا بالمصارعة الرومانية وبطل سوريا من عام 2015 لكل الفئات، وأيضاً بطل العرب 2019 فئة الشباب، إن هؤلاء الأطفال وبسبب الظروف التي عاشوها يتعلقون بمن يقدم لهم المساعدة والدعم، ولهذا تفاعلوا كثيراً مع فكرة الرياضة والتدرب على المصارعة الرومانية، وخاصة أن غالبيتهم لم يكن يملك عنها أي معلومة وكانت كل معارفهم تدور حول كرة القدم، ولكن بمجرد انضمامهم للتدريب أبدوا اهتماماً كبيراً بالمصارعة الرومانية وحماساً لها، حتى إنهم يطالبون بالتدريب بشكل مستمر ويتلهفون لمجيئنا.

ويوضح قضماني أنه تفاجأ بالقدرات التي يملكها هؤلاء الصبية والذين يبلغ عمر أكبرهم 14 عاماً، ويشير إلى أن أطفال الشوارع عادة يملكون قوة بدنية بسبب قسوة حياتهم، ولهذا ناسبتهم هذه الرياضة بشكل كبير، فهي تحتاج للقوة، ويتوقع قضماني أن يتمكن عدد منهم من تحقيق نجاحات في هذه الرياضة.

يتقاسم هلال التدريب بالتعاون مع شقيقه هاني والمدرب غيث جنيد، ونجحوا بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية بتوفير مستلزمات التدريب ولكنهم يأملون الحصول على بساط للتدريب يوفر السلامة للأولاد خلال الرياضة، وهم يسعون لإيجاد متبرع يوفره لهم، ويقول قضماني: «لأن الأطفال موجودون في مركز بريف دمشق فمن العسير نزولهم للعاصمة للالتحاق بنوادٍ هناك، فكان الحل تأسيس ما يشبه النادي عندهم، وبقي ينقصهم هذا البساط بدلاً من الحرامات والأسفنجات المستخدمة حالياً».

Email