ابتهال الشامي.. باحثة ليبية محل حفاوة الأوروبيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفى الاتحاد الأوروبي بالباحثة الليبية د. ابتهال الشامي ووصفها بأنّها مصدر إلهام.

قال الاتحاد في تقرير بمناسبة اليوم العالمي للمرأة والفتاة في مجال العلوم، إنّ ابتهال اكتشفت مادة تساهم في توفير التغذية الكهربائية كانت ليبيا في أمس الحاجة لها، مضيفاً: «عندما توقّفت الواردات بسبب جائحة كورونا أصبحت شركات الكهرباء في حيرة من أمرها للعثور على المواد الضرورية لضمان تأريض التربة، وهي تقنية حاسمة في بلاد مهدّدة بشتّى أنواع عدم الاستقرار، حيث لابدّ أن تتوفّر للمستشفيات أو الفنادق أو الأبراج الكهربائية نظم سليمة وموثوقة للتّغذية الكهربائية، وهو ما يمكن تحقيقه فقط من خلال التأريض، بيد أنّ مقاومة التربة عالية للغاية ونحن بحاجة إلى إيجاد طرق للحد من تلك المقاومة».

ووفق ابتهال، فإنّ تأريض التربة يعني ببساطة استخدام مادة معينة مع تربة المباني لتخفيض حدة سريان التيار الكهربائي، ولاسيما في حالة الانقطاع المفاجئ وعودة التدفق القوي للتيار، والتي تمثل خطراً على الأجهزة الكهربائية المختلفة. وتحدثت الشامي وهي حاصلة على الدكتوراه في الهندسة الكهربائية الإلكترونية، وعضو هيئة تدريس بجامعة بنغازي، عن أن المادة المستخدمة في التأريض اختفت من السوق الليبية بسبب الإجراءات المتخذة آنذاك نتيجة انتشار جائحة كورونا، وبما أنها متخصصة في الهندسة الإلكترونية الكهربائية ولديها شهادة عليا في هذا المجال، طلبت منها إحدى الشركات استشارة علمية حول كيفية الحصول على هذه المادة، وبعد الاطلاع والبحث في المجلات العلمية العالمية والمحلية المتخصصة، وجدت أن المادة الأساسية للمنتج متوفرة في ليبيا، وقامت بإعداد التركيبة التي ينتج عنها مادة «الكاد» التي تستخدم في التأريض، وأعطت شركة كهربائية عينة من عملها.

وجمعت ابتهال المواد المحلية وطورت نموذجاً أولياً مضاداً للتآكل لتعزيز التربة استخدمته لأول مرة شركة كهربائية قبل أن يصبح منتجاً كامل المعالم يتهافت عليه الطلب من العديد من الشركات المحلية، فقد حولت العينة إلى مشروع ربحي اختارت له اسم «كاد»، وتداخلت أعمالها مع عدد آخر من الشركات المتخصصة على مستوى منطقة شرق ليبيا على أمل أن يتسع المشروع ليشمل كل أرجاء البلاد. وتضيف ابتهال: «نسبة الربح في الكيس الواحد هي 100%، وهو ما يعد أقل من السعر المستورد بنسبة 60%، حتى لو رفعت السعر».

واهتمت المنظمات الدولية بالمنتج الذي طوّرته الباحثة الليبية، ما مكّنها من الحصول على جوائز بمناسبة معرض رائدات الممول من الاتحاد الأوروبي لفائدة رائدات الأعمال ومبادرة النساء في أفريقيا. ويؤكّد تقرير الاتحاد الأوروبي، أنّ ابتهال، المرأة الخارقة، توفق بين عملها كباحثة ومحاضرة ومشرفة في الجامعة ومهندسة كهربائية ورائدة أعمال.

ترى ابتهال أنّ الأمر ليس سهلاً لكنها تريد أن تكون مثالاً تحتذي به ابنتها وأن تجعلها تؤمن بقدرتها على فعل أي شيء تريده.

ويعتمد الاتحاد الأوروبي على قصة ابتهال بتحويلها لمصدر إلهام مخاطباً النساء والفتيات: «حتّى قبل حصولكنّ على عمل لا تتوقّفن عن الدراسة وخوض التّجارب التي من شأنها أن تثري سيرتكن الذاتية لأنّ ذلك هو مفتاح النجاح، ثقن في مشاريعكن ولا تتوقفن عن البحث عن الفرص لأنّ الفرص مثل الأبواب ما أن تفتحن الباب الأول ستفتحن أبواباً أخرى خلفه».

Email