هوكشتاين في بيروت لإحياء ترسيم الحدود أو الانسحاب من الوساطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خضم الغليان الذي يعيشه لبنان، وصل إلى بيروت، اليوم، المبعوث الأمريكي السفير آموس هوكشتاين، من أجل استكمال وساطته لتعبيد الطريق أمام عودة الطرفين اللبناني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة، لترسيم الحدود البحرية الجنوبيّة بينهما، ما رفع منسوب التعويل على عودة ملف الترسيم ليتصدّر المشهد، والطفو على سطح الأحداث بقوّة دفْع أمريكية متجدّدة، سعياً لإعادة تزخيم قنوات التفاوض المقطوعة بين لبنان وإسرائيل، منذ تعليق اجتماعات الناقورة في مايو الماضي، تحت وطأة التباين في رسْم الخطوط والسقوف التفاوضية. 

وفي انتظار كشف النقاب عن الطرْح الذي يحمله الزائر الأمريكي القادم من تل أبيب، في ما يخص ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وتطورات الملف، في ضوء رسالة لبنان إلى الأمم المتحدة التي تحفظ حقه، وتثبّت صحة طرح الوفد العسكري اللبناني، القاضي باعتماد الخطّ «29»، وليس «23»، وفق اتفاق الإطار. وأكّدت مصادر لبنانية مطلعة لـ «البيان»، أنّ لبنان الرسمي، لا يزال منفتحاً على الحل، وإنجاز التسوية في هذا الشأن، إلا أنّه لن يتنازل عن حقوقه، أي عن مساحة الـ 860 كلم مربع، وسيفاوض على ما هو أكثر من ذلك، وتحديداً في ما يخص حقل قانا، الذي يبدأ على سطح البحر من الخط 23، أي عند حدود الـ 860 كلم، ويمتد في عمق البحر جنوباً، فتصبح المساحة أكبر، وسط إصراره على أن تكون محادثات الترسيم، تحت رعاية الأمم المتحدة، وبحضور الأمريكيين.

مواقف وترقّب

إلى ذلك، تضاربت المعلومات، وكثرت التحليلات والتوقعات بشأن ما ستخلص إليه جولة هوكشتاين، والتي لن تستغرق سوى يوم واحد، ففيما رأى البعض أنّه لا يحمل مبادرة محدّدة، بل مجرد أفكار، أشارت مصادر متابعة لـ «البيان»، إلى وجود ثلاثة مواقف تختلف شكلياً على خط الترسيم، على المستوى اللبناني: الأول يقوده رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي بعث برسالة عبر وزارة الخارجية إلى الأمم المتحدة، أعاد من خلالها التذكير بسقوط «خطّ هوف»، وأنّ التفاوض يبدأ من الخط «23»، إلى الخطّ «29» في المنطقة المتنازع عليها، والثاني يقوده حزب الله، الذي يفاوض على طريقته، من دون أن يتبنّى رسمياً أي خط لمفاوضات الترسيم. أمّا الموقف الثالث، فيتعلّق برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، المؤيّد للتفاوض على أساس الخط «23»، وبالتالي، فإنّ مواقف لبنان المتعدّدة، وفق المصادر نفسها، تهدف إلى وضع الخطّ «29»، هدفاً لعملية التفاوض، بغية الوصول عملياً إلى الخطّ 23.

وفي الانتظار، فإنّ ثمّة إجماعاً على أنّ زيارة هوكشتاين، محاطة بأهميّة بالغة، مع الحديث المتزايد الذي سبقها عبر القنوات الدبلوماسية، ومفاده أنّ المقاربة الأمريكية لملف الترسيم، هو حالياً أكثر عناية من السابق، سعياً لبلوغ اتفاق في أقرب وقت بين لبنان وإسرائيل، فيما تردّدت معلومات، مفادها أنّ الوسيط الأمريكي، سيقوم بجولات مكوكية بين لبنان وإسرائيل، تسبق وتواكب انطلاق المفاوضات، التي يرى الأمريكيون وجوب أن تبدأ فوراً، لبلوغ اتفاق يخدم مصلحة الطرفيْن، أمّا في حال عدم تحقيق تقدّم، فكلام عن أنّ هوكشتاين قد ينسحب من الوساطة.
 

 

Email