تقارير البيان

مخيمات الشمال السوري.. مبادرات تخفّف وطأة البرد

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من تضافر جهود المنظمات والجمعيات الأهلية من أجل مواجهة موجة البرد التي تعم مناطق الشمال في سوريا والعديد من المخيمات في المنطقة، إلا أن المشاكل والصعوبات مازالت تواجه النازحين في الداخل والخارج السوري.

تراكم الثلوج على مدار الأسبوع الماضي فاقم معاناة الأهالي في المخيمات، وتضاعفت المخاوف من استمرار المنخفضات الجوية مع وجود عائلات تعاني أطفالها من أمراض تتزايد في موسم الشتاء بما في ذلك الربو والقصور الكلوي وأمراض أخرى، فيما يبقى فيروس كورونا الخوف الأول من كل الأوبئة والأمراض الأخرى، ما دفع القاطنين في هذه المخيمات إلى إيجاد صيغة اجتماعية تكافلية تواجه هذه التحديات في الحدود الدنيا.

بعض وسائل التواصل الاجتماعي تداولت قصصاً موجعة، منها تناوب العديد من العائلات ليلاً حرصاً على سلامة أبنائها من البرد الشديد، خصوصاً في الأيام التي تساقطت فيها الثلوج، بينما شكلت بعض المخيمات فرق متابعة في حال سقوط الأمطار وهي بمثابة فرق دفاع مدني محلية خاصة بالمخيمات.

كابوس

أبو معتز في المخيم الماليزي بريف حلب الشمالي يقول إن الأيام الأخيرة التي تساقطت فيها الثلوج كانت أشبه بكابوس على العائلات، التي خشيت من انهيار الخيم كما حدث في السنوات الماضية، مشيراً إلى أن البعض في المخيم كلفوا مجموعة من الشباب بمتابعة شؤون المخيم من أجل مواجهة أية حالات طارئة في المخيمات.

ويضيف: في الأيام الأولى من تساقط الثلوج بقيت مجموعة من الشباب تتفقد المخيمات من أجل تأمين العائلات والأطفال الذين تصيبهم تداعيات البرد، إلا أن الإجراءات الدائمة في المخيمات لهذا الشتاء حالت دون وقوع حالات باستثناء بعض حالات تراكم الثلوج التي أسقطت ثلاثة خيم إلا أن العائلات الأخرى قررت استضافتهم على الفور دون وقوع أي نوع من الأضرار.

ويقول الناشط في مجال المنظمات الإنسانية في الشمال السوري، خضر إبراهيم، إن مجتمع المخيمات شكل حالات نادرة على المستوى الاجتماعي وباتت هذه المخيمات مجتمعاً متكاملاً يدير شؤونه بنفسه على مستوى المساعدات والقوانين والمواقف الإنسانية، لافتاً إلى أن هذا الوعي في المخيمات نتيجة الخبرات التي تشكلت على مدار السنوات الماضية.

ويؤكد إبراهيم أنّ التكافل الاجتماعي في المخيمات خلال أزمات الشتاء بدا بشكل واضح في هذا الموسم نتيجة الأعوام الماضية التي كانت درساً للمخيمات واللاجئين، وفي هذا الموسم بقيت المعاناة لكن تداعياتها كانت أقل على مستوى الخسائر البشرية بسبب التكافل الاجتماعي الذي حال دون وقوع المزيد من الخسائر في مخيمات الشمال.

Email