سجن غويران.. قلعة هشة لتنظيم إرهابي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظهر سجن غويران في محافظة الحسكة شمال سوريا بشكل لافت، إذ أعاد تنظيم داعش الإرهابي المشاهد التي طالما تخوف منها السوريون، من مفخخات واحتجاز مدنيين ومعارك كر وفر في بقعة جغرافية صغيرة جداً اتخذها التنظيم حصناً له بعد عصيان في السجن ومحاولات العشرات الفرار منه. فما هي قصة هذا السجن الذي بات حديث وسائل الإعلام اليوم؟

تأسس هذا السجن عقب الهزيمة الكبرى التي لحقت بـ«داعش» في مارس 2019، حيث وقع آلاف الأسرى بيد التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ما وضع «قسد» في وضع محرج كون مناطق شمال شرقي سوريا غير مؤهلة خلال فترة الحرب لاحتضان واستيعاب هذا العدد الكبير من مقاتلي التنظيم في ظل ظروف أمنية بالغة الصعوبة.

السجناء من التنظيم الذين وقعوا بيد «قسد» كانوا الأكثر خطورة ومن المقاتلين الأساسيين في التنظيم الذين قاتلوا حتى اليوم الأخير في الباغوز، وأمام هذه الأزمة اتجهت «قسد» لاستيعاب ما يقارب 5000 عنصر من التنظيم في سجن غويران، وهو سجن مدني قديم كان تحت سيطرة الحكومة السورية واستخدمته «قسد» بعد حرب الباغوز.

دون المستوى

على الرغم من حساسية الوضع مع التنظيم وخطورته الأمنية، إلا أن إمكانات السجن لا ترقى إلى أن يكون سجناً لأخطر تنظيم إرهابي في العالم، واقتصر الأمر على حراسات أمنية مشددة من دون إجراءات تناسب هذا النوع من الإرهابيين، وظلت «قسد» تشكو قلة الدعم لتشييد هذا السجن إلى أن وقع العصيان الأخير.

تعرّض السجن لعملية حفر أنفاق في أغسطس العام الماضي، حيث أحبطت «قسد» محاولة هروب لعناصر من التنظيم نجحوا بحفر الأنفاق تمهيداً لهرب جماعي، لكن تم إفشال الخطة في اللحظات الأخيرة، وظل هاجس السجن يسيطر على الإجراءات الأمنية لـ «قسد».

في عملية العصيان الأخيرة، طرحت تساؤلات كثيرة حول الإجراءات الأمنية لهذا السجن وإمكانية نقل السجناء إلى مواقع أخرى، لكن هذا السؤال لا يزال عالقاً، سيما وأن شمال شرقي سوريا ليس لديها إمكانات وبنى تحتية لاستيعاب إرهابيين من وزن «داعش»، بينما هناك سجون أخرى لإرهابيين من مستويات أعلى في مناطق أخرى.

وتشير الأحداث الأخيرة إلى وجود فجوة كبيرة وخلل على مستوى الحراسات الأمنية والإجراءات المشددة على عناصر التنظيم، الأمر الذي يستدعي تطوير الإمكانات لدى «قسد» وربما يتجه التحالف الدولي إلى مزيد من الإجراءات في الفترة القادمة لهيكلة الإجراءات الأمنية على مستوى السجون في كل مناطق شمال شرقي سوريا.

Email