الفلسطينيون يبتهجون برحمة السماء في مواجهة شح المياه

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد انقطاع طال أمده، انهمرت أمطار الخير مدرارة، فانتعشت الأرض، وانفرجت الأسارير، وعمّ الخير العميم والفرح، في ربوع فلسطين، ابتهاجاً برحمة السماء.

وبينما تثير الأحوال الجوية العاصفة، القلق والارتباك لدى الكثيرين في مختلف دول العالم، يبتهج الفلسطينيون هذه الأيام، ببركات السماء، فتقرأ الفرح بأجمل معانيه في وجوههم، وهم يراقبون الغيوم المشبعة بمياه الأمطار، وقد انهمرت بغزارة، لاسيما وقد أصبحت مصدراً مهماً للمياه في فلسطين، التي يعتمد نسبة كبيرة من سكانها على الزراعة البعلية.

وكان لافتاً في السنوات الأخيرة، أن كميات المياه في فلسطين، أخذت تتناقص عاماً بعد آخر، ومردّ ذلك تراجع الهطولات المطرية من جهة، والزيادة الملحوظة في عدد السكان من جهة أخرى، ما دفع الفلسطينيين للبحث عن بدائل أخرى، يقفز في مقدمتها اللجوء لجمع مياه الأمطار في المنازل.

وتشير تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إلى أن بعض التجمعات السكانية في فلسطين، لا سيما في مناطق الأغوار، تصلها المياه مرة كل أسبوعين، وبعضها مرة واحدة في الشهر، ومن هنا فقد وجد الفلسطينيون ضالتهم في حفر الآبار لمواجهة شح المياه، كما أن الحكومة الفلسطينية باتت تشترط وجود بئر للمياه، للحصول على التراخيص اللازمة لبناء منازل جديدة، حسب ما يوضح مقاول البناء أحمد بني مرّة، مبيناً أن عزل وحفر الآباء في المنازل الجديدة، بات يشكل عبئاً إضافياً على من يرغبون في بناء منازل جديدة، لكن لا بديل أمامهم، للتغلب على أزمة نقص المياه.

ويوضح خبير المياه الفلسطيني شداد العتيلي لـ«البيان» أن أزمة المياه في فلسطين تعدّ أزمة مزمنة، نتيجة لازدياد النمو السكاني، وبالتالي زيادة الطلب على المياه، علاوة على انعكاسات التغير المناخي على الأمطار في السنوات الأخيرة.

وكان اتفاق أوسلو الموقع بين الفلسطينيين وإسرائيل العام 1993، حدد حصة الفلسطينيين بـ 118 مليون متر مكعب في العام الواحد، وفيما تضاعف عدد السكان منذ ذلك الحين، إلا أن هذه الكمية ظلت على حالها، وتزامن هذا مع تغييرات مناخية، دفعت الفلسطينيين بشكل أكبر نحو جمع مياه الأمطار من خلال الآبار.

Email