تغيّر المناخ.. 2021 لن يكون الأكثر حرّاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

حمل العام 2021 ظواهر مناخية استثنائية، في ظل التركيزات القياسية لغازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وما ينتج عنها من تراكم للحرارة، وسط تداعيات شديدة الخطورة قد تعاني منها الأجيال الحالية والقادمة على المديين المتوسط والطويل.

وأمام تعدد الظواهر المناخية غير المسبوقة، فإنه يُمكن وصفها بأنها صارت عملياً القاعدة وليست الاستثناء، وفق تصريح الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية البروفيسور بيتيري تالاس، الذي قال في بيان أخيراً: «بالمعدل الحالي لزيادة تركيز غازات الاحتباس الحراري، سنشهد زيادة في درجة الحرارة بحلول نهاية القرن الحالي تتجاوز بكثير هدف اتفاق باريس بقصر ارتفاع متوسط درجة الحرارة ما بين 1.5 درجة مئوية ودرجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي».

ووفق بيانات أعلن عنها عالم المناخ، ماكسي ميليانو هيريرا، فإن أكثر من 400 محطة أرصاد جوية حول العالم سجلت خلال العام الماضي أعلى معدلات درجات حرارة على الإطلاق. ورغم المعدلات القياسية، نشرت صحيفة «ذي جارديان» البريطانية تقريراً، عن أنّ العام 2021 لن يكون الأكثر سخونة على الإطلاق. وحدد هيريرا، عشر دول هي الأعلى في إطار كسر سجلات الحرارة الجديدة، من بينها الولايات المتحدة وكندا وإيطاليا.

وتغلبت 170 دولة أخرى على الرقم القياسي الشهري لدرجة الحرارة المرتفعة، وخمس دول تجاوزت الرقم القياسي الشهري لدرجات الحرارة المنخفضة، بينما على المستوى القاري يُبرز عالم المناخ في السياق نفسه طقس قارة أفريقيا التي شهدت أحر شهرين على الإطلاق يونيو وسبتمبر 2021.

ويشير التقرير، إلى أن إيطاليا سجلت أعلى درجة حرارة في أوروبا في شهر أغسطس (عند 48.8 درجة مئوية، وذلك في سيراكيوز مدينة في جزيرة صقلية تقع في الساحل الجنوبي الشرقي لها، فيما سجلت فرنيس كريك في يوليو درجة حرارة عند 54.4 درجة مئوية، وهي أعلى درجة حرارة مسجلة بشكل موثوق على الأرض.

ويبرز التقرير، موجات الحر في أوروبا، والتي شهدت تحطيم المعدلات القياسية في بعض البلدان، وما رافقها من حرائق الغابات حول البحر الأبيض المتوسط، وسبقها شهر مارس شديد الحرارة، وصدمة برد حادة في أوائل أبريل والتي كانت كارثية للعديد من الشركات الزراعية في فرنسا على سبيل المثال، حيث بلغت الخسائر المادية في فرنسا جراء موجة الصقيع ما يوازي 5.15 مليارات فرنك، ثم فيضانات يوليو. وسلط التقرير الضوء على الحر في ألاسكا الأمريكية في ديسمبر الماضي، حيث تم كسر عدد من الأرقام القياسية بهامش كبير.

تصاعد خطر

وفي يوليو اجتاحت دول أوروبية عدة أمطار غزيرة وفيضانات مدمرة، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 180 شخصاً وفقد آخرين. واعتبرت تلك الموجة الأسوأ منذ عقود في أوروبا الغربية، في خطٍ متواصل مع تصاعد خطر التغير المناخي على العالم. كما شهدت الصين أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق، وفقاً لإدارة الأرصاد الجوية الصينية. كما يلفت التقرير، إلى الأمطار التي ضربت مقاطعة خينان بوسط البلاد، والتي تسببت في وفيات عدة ودمرت المحاصيل والمنازل. وتعتبر فيضانات مقاطعة خينان الصينية في يوليو الماضي، من أكثر الكوارث من ناحية التكلفة المادية، نظراً لكلفتها الهائلة، والتي بلغت ما يقارب 17.6 مليار دولار.

موجات حر وتجمّد

وأبرز التقرير ضمن الأحداث الرئيسية الأخرى غير المعتادة في طقس العام الماضي، موجة الحر في سيبيريا في الصيف، والتجمد الشديد في تكساس في فبراير، والذي قدرت كلفته بحوالي 23 مليار دولار خسائر، وذلك ضمن أبرز 10 كوارث مناخية شهدها العام تجاوزت كلفتها الإجمالية 170 مليار دولار. ووفق تقرير «الغارديان»، فإنّ من بين الأحداث الرئيسية للعام 2021، موجة الحر الشديدة التي ضربت الساحل الغربي للولايات المتحدة في يونيو، والتي أدت إلى قبة حرارية وحطمت الأرقام القياسية بما يصل إلى خمس درجات مئوية في بعض الأماكن.

في السياق، تشير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي تسارع منذ العام 2013 حتى بلغ مستوى غير مسبوق في العام 2021، مع استمرار ارتفاع درجات حرارة المحيطات وزيادة نسبة تحمّض المحيطات.

Email