النفط الليبي.. للتنمية أم الابتزاز؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

الدول التي تملك النفط تستخدمه في التنمية وتدعيم اقتصادها، ولكن في ليبيا يستخدم النفط للابتزاز والضغط. أمس، أعيد فتح أربعة حقول نفطية جنوب غربي ليبيا بعد إغلاق بـ«القوة المسلّحة» استمر ثلاثة أسابيع من طرف حراس المنشآت النفطية، بعدما نجحت مفاوضاتهم مع السلطات الحكومية وحصولهم على وعد بالاستجابة إلى مطالبهم.

مصدر مسؤول في جهاز حرس المنشآت النفطية نقلت عنه وكالة فرانس برس أمس قوله إن «الحقول النفطية في منطقة الجنوب الغربي مفتوحة منذ وقت متأخر ليلة (أول من) أمس، إضافة إلى إعادة فتح صمامات نقل الغاز ونقل الخام إلى موانئ التصدير غربي البلاد فجر أمس».

وفقدت الحقول النفطية جنوبي ليبيا من إنتاجها نحو 300 ألف برميل يومياً، بسبب اعتصامات لأفراد تابعين لحرس المنشآت النفطية، للمطالبة بمستحقاتهم. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن وزير النفط الليبي محمد عون قوله أواخر العام المنصرم إن إجمالي إنتاج البلاد يشهد تراجعاً بأكثر من 350 ألف برميل في اليوم بسبب إغلاق أربعة حقول جنوب غربي البلاد في ذلك الوقت، إذ طالب عناصر حرس المنشآت بمستحقاتهم المتأخرة منذ أشهر، ودمجهم في العناصر التابعين للمؤسسة.

ليست الأولى

هذه ليست المرة الأولى، فقد أغلق حراس المنشآت النفطية في 20 ديسمبر الماضي، أربعة حقول نفطية (الحمادة والفيل والوفاء والشرارة)، كما أغلقوا صمامات نقل الغاز من الحقول نحو غربي البلاد، مطالبين بتوفير موارد مالية ولوجستية لهم. وتسبب الإغلاق في خسائر إنتاج بلغت أكثر من 300 ألف برميل يومياً، بواقع يقترب من ثلث الإنتاج اليومي للبلاد الذي يناهز 1,2 مليون برميل يومياً، بحسب مؤسسة النفط الوطنية.

وتسبب الإغلاق في إعلان «القوة القاهرة» من طرف مؤسسة النفط. وهي تمثل تعليقاً «مؤقتاً» للعمل، وحماية يوفرها القانون للمؤسسة بمواجهة المسؤولية القانونية الناجمة عن عدم تلبية العقود النفطية الأجنبية بسبب أحداث خارجة عن سيطرة أطراف التعاقد. وتحظى الحقول الأربعة بأهمية كبيرة للمصالح النفطية غربي ليبيا.

فحقل الوفاء (500 كلم جنوب غربي طرابلس) ينقل إمدادات ضخمة من الغاز إلى مجمع شركة مليتة للنفط والغاز غربي طرابلس، والذي تديره شركة «إيني» الإيطالية للطاقة بالشراكة مع ليبيا، وهو ينقل كذلك إمدادات الغاز إلى إيطاليا، إلى جانب نقل معظم إنتاج حقل الشرارة النفطي عبر صمامات إلى ميناء الزاوية غربي طرابلس.

Email