الإرهاب والفساد يلاحقان «إخوان تونس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه حركة النهضة الإخوانية، أزمة متصاعدة في علاقتها بالدولة والمجتمع في تونس، إذ تطالها اتهامات التورط في الإرهاب والفساد، كوجهين لعملة التآمر الإخواني الذي شهدته البلاد في السنوات العشر الماضية. ويشير مراقبون، إلى أنّ إخوان تونس يعيشون ضغوط صراع البقاء بعد فقدانهم السلطة، ومواجهتهم الملاحقات الأمنية والقضائية، وخطر فتح كل ملفات جرائمهم، سواء المرتبطة بالاغتيالات السياسية أو الممارسات الإرهابية أو الفساد المالي والإداري والارتهان للخارج.

ودعا الحزب الدستوري الحر، لتصنيف حركة النهضة تنظيماً إرهابياً، مشيراً إلى أنّ اعتراف وزير الداخلية، توفيق شرف الدين، بعلاقة نائب رئيس حركة النهضة نور الدين البحيري بالإرهاب، يحمّل حكومة نجلاء بودن، مسؤولية اتخاذ قرارات عاجلة لتفكيك الأخطبوط الإخواني المرتبط بالإرهاب والساعي لإسقاط الدولة.

وأوضح الحزب أنّ هذا الاعتراف يحمل وزير الداخلية مسؤولية القيام بإجراءات تجميد الأموال الموجهة للإخوان وتجفيف منابع تمويلاته، وإحالة الملفات فوراً إلى اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب لتصنيف الحركة في خانة التنظيمات الداعمة للإرهاب ومحاسبة مؤسسيها والمتواطئين معها، مشيراً إلى أن مصارحة الشعب بعلاقة أبرز قيادات تنظيم الإخوان بالإرهاب وتبييض الأموال الإخوانية عبر العالم، من دون اتخاذ أي إجراء من الإجراءات تضرب صدقية أجهزة الدولة وتحولها إلى متخاذلة في التصدي للأخطار التي تهدد أمن التونسيين، وتزعزع الثقة بمدى توافر الإرادة السياسية لفتح ملفات الأمن القومي وقطع دابر الفساد السياسي والمالي وأذرع تخريب الوطن.

وتشير مصادر مطلعة، إلى أن حركة النهضة تحاول التهرّب من المأزق الذي تعانيه عبر التحريض على الإجراءات التصحيحية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، وتحاول بث الفتنة في المجتمع بالترويج لخطاب الفوضى الذي لم يعد يجد أي صدى بين التونسيين.

فزع إخوان

إلى ذلك، عدّ الأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي، أن حركة النهضة تمر بأسوأ فتراتها، في ظل فتح ملفات الفساد وتوجيه القضاء اتهامات لبعض رموزها وقيادييها، ما خلق حالة فزع كبير لدى الحركة وشبكة مصالحها التي تشكلت طوال عشر سنوات. وأضاف المغزاوي: «المعركة ليست سهلة لأن الأشخاص الذين حكموا البلاد وتحكموا في الدولة طيلة عشر سنوات، يجدون أنفسهم اليوم بصدد الخروج من هذه الدولة وتفكيك شبكة مصالحهم، ومن الطبيعي أن تكون ردة الفعل التي نراها اليوم».

ويرى محللون، أن مصيراً قاتماً ينتظر إخوان تونس حال تطبيق القانون ومحاسبتهم على جرائمهم بحق الدولة والمجتمع، ولا سيّما في ظل وجود البراهين التي تؤكد تورط قيادات من حركة النهضة في ملف التنظيم السري وفي التخابر مع الخارج والتورط في الإرهاب ونهب وإهدار المال العام والعلاقة بشبكات الفساد.

Email