الأمم المتحدة تطلق مشاورات لحل الأزمة في السودان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت الأمم المتحدة بالتشاور مع الشركاء السودانيين والدوليين، إطلاق مشاورات سياسية أولية بين الأطراف السودانية، تتولى الأمم المتحدة تيسيرها بهدف دعم أصحاب المصلحة السودانيين للتوصل لاتفاق للخروج من الأزمة السياسية الحالية والاتفاق على مسار مستدام نحو الديمقراطية والسلام.

وأعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة «يوناميتس» فولكر بيرتس في بيان، عن قلقه من أن يؤدي الانسداد السياسي الراهن إلى الانزلاق بالبلاد نحو المزيد من عدم الاستقرار.

وأشار بيرتس إلى أنه لم تنجح كل التدابير التي تم اتخاذها حتى الآن في استعادة مسار التحول الذي يحقق تطلعات الشعب السوداني.

وقال: «حان الوقت لإنهاء العنف والدخول في عملية بناءة، وستكون العملية شاملة للجميع»، مشيراً إلى أنه ستتم دعوة كافة أصحاب المصلحة الرئيسيين من المدنيين والعسكريين، بما في ذلك الحركات المسلحة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمجموعات النسائية ولجان المقاومة. وأكد بيرتس أن «النساء قامت بدور مركزي في الثورة وفي الفترة الانتقالية، وإحراز تقدم في ضمان المشاركة الكاملة والمجدية والمتساوية للنساء أمر ضروري».

وقال: «كما تعول بعثة يوناميتس على التعاون التام والمشاركة الكاملة لجميع أصحاب المصلحة السودانيين للمساهمة في نجاح هذه العملية»، مضيفاً: «وستبقى الأمم المتحدة ملتزمة بدعم تحقيق تطلعات الشعب السوداني إلى الحرية والسلام والعدالة».

ولاقت المبادرة ترحيباً عربياً وسودانياً واسعاً، حيث رحبت جامعة الدول العربية بإعلان الأمم المتحدة - عبر موفدها إلى السودان - العمل مع الأطراف السودانية من أجل تسهيل عملية سياسية تهدف إلى تيسير الحوار السوداني ومعالجة الصعوبات التي تواجه الفترة الانتقالية.

وأوضحت الأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان، أن هذا الدعم يأتي انطلاقاً من حرص الجامعة العربية على الحفاظ على المكتسبات التي تحققت للشعب السوداني على مدار العامين الأخيرين، وأهمية معالجة جميع أسباب عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد.

وأكد البيان استعداد وعزم جامعة الدول العربية للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة، بغية المساعدة في التوصل إلى توافقات، يمكن أن تسهم في تحقيق تطلعات الشعب السوداني نحو الاستقرار والسلام والتنمية والديمقراطية.

تفعيل الحوار

بدورها، أكدت مصر دعمها للتحرك الأممي الحالي لتحقيق الاستقرار بالسودان، من خلال تفعيل حوار بين الأطراف السودانية، مشددة على أن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة.

وقالت في بيان أصدره الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، إنها تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في السودان، وفي هذا الإطار تدعم مصر التحرك الأممي الحالي الداعم لتحقيق الاستقرار بالسودان، من خلال تفعيل حوار بين الأطراف السودانية من شأنه حل وتجاوز الأزمة الراهنة، والحيلولة دون الانزلاق إلى دائرة الفوضى.

وناشدت مصر كافة الأطراف للعمل على اختيار رئيس وزراء انتقالي توافقي جديد وتشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن، معربة عن استعدادها لدعم تلك الحكومة بكافة السُبُل الممكنة.

داخلياً، أعرب مجلس السيادة في السودان، عن أمله في أن تحدث مبادرة الأمم المتحدة اختراقاً باتجاه حل الأزمة السياسية في البلاد، مؤكداً ترحيبه بمبادرة التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة، لإطلاق حوار بين المكونات السودانية للخروج من الأزمة.

من جانبها، أكدت قوى الحرية والتغيير في السودان، تعاطيها بشكل إيجابي مع أي جهد دولي يساعد في تحقيق غايات الشعب وتأسيس دولة مدنية ديمقراطية.

جلسة أممية

إلى ذلك، من المنتظر أن يعقد مجلس الأمن، الأربعاء، اجتماعاً مغلقاً غير رسمي للبحث في آخر التطورات في السودان، على ما أعلنت مصادر دبلوماسية، وقالت المصادر، إن ستاً من أصل 15 دولة عضواً في المجلس طلبت عقد الجلسة، هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والنرويج وأيرلندا وألبانيا.

وقال دبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه، إن صدور موقف مشترك عن المجلس بشأن السودان هو أمر غير متوقع. وأشار دبلوماسيون، إلى أن الاجتماع سيتيح لمبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرثيس اطلاع أعضاء المجلس على الوضع في البلاد، منذ استقالة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.

Email