عقربا الفلسطينية.. وداع مبلل بالدموع لضحايا لقمة العيش

ت + ت - الحجم الطبيعي

سوف يظل اليوم السادس من شهر يناير العام 2022 محفوراً في الذاكرة الجمعية الفلسطينية، لأن فلسطين برمتها، اتشحت في هذا اليوم بالسواد الفاحم، حزناً وكمداً على ضحايا لقمة العيش، ضحايا الحادث المأساوي، الذي أودى بحياة ثمانية فتية تتراوح أعمارهم بين 14 - 18 عاماً، وهم في طريق عودتهم من أعمالهم، إلى بلدتهم عقربا قرب مدينة نابلس. 

لقد تسلل الحزن وافراً إلى بيوت كل الفلسطينيين، وسط لوعة كبيرة، وأنهار من الدموع سالت مدرارة، لأن المصاب جلل، فالراحلون، هم فتية في عمر الزهور، وكانوا يكابدون الظروف الصعبة في سبيل تأمين العيش الكريم لعائلاتهم.

الضحايا الثمانية، التحقوا بالعمل منذ أيام قليلة، مستغلين عطلة نصف الفصل الدراسي الأول، وكان من المفترض أن يعودوا إلى مقاعد الدراسة الأسبوع المقبل، ولكل منهم حكاية في السعي لتدبير شؤون عائلاتهم، وتأمين لقمة عيشها، والرغبة في توفير بضعة «شواكل» تضمن لهم ولأسرهم عيشاً يغنيهم عن السؤال.

في وداع ضحايا الخميس الأسود، بلغ الحزن ذورته، فقسوة العيش امتدت لتلعق جراح أسرهم، التي كانت تبثّ همومها وأشجانها في أرجاء بلدة عقربا، التي لفّها حزن عميق، حيث تدفق الآلاف من القرى والبلدات المجاورة، للمشاركة في وداعهم، فبلغ الوجع العقرباوي، حد الأنين في كل أرجاء فلسطين. 

ولعل المشهد الأكثر تأثيراً في نفوس المشيعين، قيام زملاء الضحايا ومن هم في أعمارهم، بخط رسائل النعي على أكاليل الزهور، كما نشروا نصوص الألم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فجاءت كلماتهم مبللة بالدموع، وتستمطر الرحمات على أرواح الضحايا.

خلال موكب التشييع قال مؤمن بني جامع (28 عاماً): «اليوم تختنق أرواحنا، ونقوم بمهمة حزينة في تشييع الأقمار الثمانية، الذين ستظل أرواحهم تحلّق حولنا، رغم قهر غيابهم».

وأضاف لـ«البيان»: «ذهبت الطيور إلى الجنة، بعد أن زرعت الحسرة في قلوبنا، وهكذا هي الدنيا، والظروف كشرّت عن أنبايها هذه المرة، فنثرت بذور الحزن الثقيلة، واختطفت الأحبة».

Email