تقارير البيان

الشاحنات الصغيرة سيدة التنقل في شوارع دمشق

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الزبلطاني التي تعد البوابة الأخيرة لدمشق قبل الاتجاه إلى الغوطة الخارجة من الحرب، تجمعت سيدات كُثر أمام سيارة شحن صغيرة تُعرف محلياً باسم «السوزوكي»، بعد مفاوضات مع السائق ومشاورات في ما بينهن حصلن على سيارة.

«السوزوكي» وسيلة نقل قديمة كانت تعمل في قطاع البناء ونقل البضائع الصغيرة وأحياناً الأثاث، وهي صغيرة ولا تسع عدداً كبيراً من الأفراد، ولكنها اليوم ومع صعوبة الأوضاع الاقتصادية وقلة الوقود في البلاد تحولت إلى سيدة الشوارع في دمشق وريفها.

تقول إحدى السيدات إنها في ظل ارتفاع أسعار النقل، ومع ندرة وسائل النقل العامة لم يبقَ أمامهن إلا ركوب «السوزكيات»، التي بدأت تنتشر في الزبلطاني لحمل الركاب إلى الغوطة، أو تنتشر داخل الغوطة نفسها لنقل الركاب بين القرى المختلفة.

تضيف سيدة أخرى إن هذه الوسيلة تشعرها بالذل، فهذه السيارات غير مخصصة لنقل البشر إنما لنقل الفواكه والخضار، أو الحيوانات في كثير من الأحيان.

كراسٍ مصنّعة

يوضح صاحب أحد «السوزكيات» أنه بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وقلة فرص العمل بالغوطة قرر الاستفادة من شاحنته الصغيرة وحولها لما يشبه التكسي، ينقل الركاب فيها مرات عدة باليوم ما بين العاصمة والغوطة والعكس بالإضافة لجولاته في القرى، ولتمسي «السوزوكي» مناسبة لركوب الناس وضع ألواحاً خشبية على حوافها الداخلية الثلاثة بحيث تصبح أشبه بالكراسي، كما غطى سيارته بأكياس من النايلون كي يخفف من حرارة الشمس صيفاً ومن المطر شتاء.

لا يتوقف الأمر عند تجمع النساء والاكتظاظ داخل حوض عربية «السوزوكي»، بل المشكلة الأكبر في تعرض الأطفال والرضع في كثير من الأحيان إلى البرد القارس في الشتاء والحرارة العالية في الصيف. أما المخاوف من انتشار «كورونا» فلم تعد قائمة في الحالة السورية، فالاكتظاظ الذي يعيشه السوريون في دمشق كفيل بنشر كل أنواع الفيروسات، ولكن لا حول لهم ولا قوة، فالتباعد الاجتماعي في العاصمة بات صعباً.

معاناة

أمام هذا المشهد المبكي والمضحك في العاصمة السورية دمشق، يمكن قراءة الحالة الاقتصادية التي يعانيها الشعب السوري في أقدم العواصم العربية،لا سيما أن وسائل النقل الجماعي أو حتى الفردي في كثير من الأحيان باتت تتلاشى من الشوارع.

Email