ماذا وراء زيارة وفد غزّي إلى رام الله؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعطت زيارة وفد سياسي من قطاع غزة إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية، بارقة أمل في أن يستعيد الفلسطينيون وحدتهم الوطنية، خصوصاً وأن السلطة الفلسطينية تواجه استحقاقات عدّة في هذه المرحلة، التي يُنتظر أن ينعقد خلالها المجلس المركزي الفلسطيني قريباً، بمشاركة كل الفصائل الوطنية، الأمر الذي يأمل منه الشارع الفلسطيني إنهاء الانقسام، بعد إزالة أسباب استمراره.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي استقبل الوفد الغزي بنفسه، جدد تأكيد مقولته المشهورة: «لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة»، وهذا من وجهة نظر مراقبين، كلام في غاية الأهمية والإيجابية، وعلى الفلسطينيين أن يتمسكوا به، ويسارعوا إلى تنفيذه، وإن كان المثير للانتباه في هذه الزيارة، أن الوفد لم يكن شاملاً لكل الفصائل، إذ كانت حركة حماس القطب الرئيس في معادلة الانقسام أبرز الغائبين.

ومنذ ما يزيد على 15 عاماً، أصبحت معضلة الانقسام وعدم القدرة على استعادة الوحدة الوطنية، كابوساً يزيد الحياة السياسية الفلسطينية تعقيداً، بيد أنه مع كل مبادرة أو لقاء بين رام الله وغزة، يتجدد الأمل لدى الفلسطينيين بالعودة إلى جادة الوحدة.

ويرى مراقبون أن المرحلة الحالية تحتاج للقاءات أكثر موضوعية، بحيث تكون بوتيرة أسرع، وأكثر شمولية للفصائل الوطنية الفلسطينية، وفي المقدمة منها حركتا فتح وحماس، وبطموح تحقيق المصالحة وطي صفحة الانقسام.

ويرى المحلل السياسي خليل شاهين أن القضية الفلسطينية تواجه تحديات كبيرة، لكن كل المعيقات التي تعترض المشروع الوطني الفلسطيني سيسهل تجاوزها إذا ما تحققت الوحدة الوطنية، مشدداً على أن قادة الفصائل هم أصحاب القرار وهم المسؤولون عن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في تمتين صفوفه وتقوية جبهته الداخلية.

ووفقاً للكاتب والمحلل السياسي محمـد التميمي فإن زيارة الوفد الغزّي هدفت إلى تحريك المياه الراكدة في إناء المصالحة، لا سيما في ظل دعوات جديدة من القاهرة للقاء فصائلي في هذا المضمار

Email