«الربط الكهربائي مع لبنان».. اختبار لقدرات سوريا ما بعد الحرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمكن اعتبار انتهاء الجهات المختصة في الحكومة السورية من التحضيرات للربط الكهربائي مع لبنان، على الرغم من الظروف، التي تعاني منها البنية التحتية السورية، في ظل سنوات الحرب اختباراً لقدرة سوريا ما بعد الحرب على حماية خط الغاز المزمع انطلاقه في العام الجديد، حيث تقوم مصر بتزويد لبنان والأردن بالغاز عبر خط يمر بالأراضي السورية، إذ كشف مدير مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء في سوريا فواز الضاهر عن موعد انتهاء أعمال تأهيل شبكة الربط الكهربائي مع الأردن ولبنان، على مسافة بلغت نحو 87 كم، بدءاً من الحدود الأردنية السورية حتى منطقة دير علي.

الضاهر أعلن انتهاء أعمال الصيانة والتأهيل للخط المذكور، مشيراً في تصريحات صحافية إلى أن ورشات شركات الكهرباء العاملة في إصلاح هذا الخط أنهت أعمالها الفنية، ونصبت أبراج الشبكة، ليصبح الجزء السوري من خط الربط جاهزاً للدخول في الخدمة، في حين بيّن أن مسألة تغذية الخط بالطاقة الكهربائية تعود لجاهزية الجهة المغذية (الأردن).

في أكتوبر الماضي، اجتمع في عمّان وزراء الطاقة في الأردن ومصر ولبنان، بالإضافة إلى وزير الطاقة السوري، للاتفاق على إعادة إحياء خط الغاز العربي، لنقل الغاز والكهرباء المتوقف منذ عام 2012. وتم خلال الاجتماع الاتفاق على تزويد لبنان بجزء من احتياجاته من الطاقة الكهربائية من الأردن عبر الشبكة الكهربائية السورية.

وتم كذلك تقديم خطة عمل وجدول زمني لإعادة تشغيل خط الربط الكهربائي بين الأردن وسوريا، وإجراء جميع الدراسات الفنية، وإعداد الاتفاقيات اللازمة لتنفيذ عملية التزويد، إضافة إلى مراجعة جاهزية شبكات الكهرباء في الدول الثلاث، وتحديد المتطلبات الفنية والتجارية اللازمة لإتمام عملية تزويد الكهرباء من الأردن للبنان.
وكانت الحكومة الأردنية أعلنت في لقاءات وزارية سابقة، على
أن المملكة قادرة على تزويد لبنان بـ 250 ميغاوات من الكهرباء.

ويرتبط الأردن وسوريا كهربائياً من خلال خط نقل على جهد 400 ك.ف منذ عام 2001، إلا أن خط الربط خارج الخدمة حالياً منذ منتصف عام 2012 لأسباب فنية، في حين ترتبط سوريا ولبنان من خلال عدة خطوط ربط على الجهد 400 و230 و66 ك.ف.

وترتبط الدول الثلاث باتفاقية تبادل عامة واتفاقية ربط عامة ضمن مجموعة الربط الكهربائي الثماني، الذي يضم الأردن ومصر والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وليبيا، إضافة إلى تركيا.

Email