لبنان.. «الترسيم» إلى الواجهة بقوة دفع أمريكية ودعم أممي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعيداً عن الوقائع الدرامية والسيناريوهات المتفاعلة حكومياً وسياسياً وقضائياً وأمنياً، يترقب لبنان عودة الوسيط الأمريكي، آموس هوكشتاين، إلى بيروت، لاستكمال المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، على وقع استعداد أممي لرعاية المفاوضات وحل تعقيدات الملف الشائك، وفق ما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال زيارته بيروت الأسبوع الماضي، والتي وضعت لبنان على خريطة الاهتمام الدولي من بوابة ملف ترسيم الحدود.

وفيما شدّد غوتيريش على ضرورة ترسيم الحدود وإنجازه، في سياق الطروحات السياسية المتقاطعة والمتزامنة، بدءاً من ترسيم الحدود، مروراً بتطبيق القرارات الدولية، لا سيّما القرار 1701، أو ضبط الحدود والمعابر والكفّ عن التدخل في الدول العربية، وصولاً لضرورة الحفاظ على الاستقرار جنوب لبنان، تردّدت معلومات مفادها، أن المدخل الأساسي لتحقيق هذه المطلوبات ينطلق من إنجاز ترسيم الحدود الذي قد يتحرك خلال الأيام المقبلة، في وقت ينتظر أن يزرو المبعوث الأمريكي لشؤون الطاقة، هوكشتاين، بيروت الشهر المقبل للقاء المسؤولين اللبنانيين والبحث في إمكانية الانتهاء من عملية الترسيم، فيما يبحث الأمريكيون في هذه المرحلة عن توافق القوى اللبنانية على موقف موحد لإنجاز عملية الترسيم.

وأكدت مصادر مطلعة لـ «البيان»، أن لبنان ورغم انفتاحه على الحل وإنجاز التسوية في ملف ترسيم الحدود، إلا أنه لن يتنازل عن حقوقه، أي عن مساحة الــ860 كلم مربع، وسيفاوض على ما هو أكثر، وتحديداً فيما يخص حقل قانا الذي يبدأ على سطح البحر من الخط 23، أي عند حدود الـ860 كلم، ويمتد في عمق البحر جنوباً، فتصبح المساحة أكبر، وسط إصرار على أن تكون محادثات الترسيم تحت رعاية الأمم المتحدة وحضور الأميركيين.

أطروحات جديدة

ووسط ترقّب وصول المسؤول الأمريكي مطلع العام الجديد، وتقديم عرضه النهائي بشأن ملف الترسيم، علمت «البيان»، أن المبعوث الأمريكي سيحمل في جعبته أطروحات جديدة تصب في خانة الموقف المحصور بمهمة تسهيل المفاوضات ورعايتها، وصولاً لترسيم نهائي للخط البحري بتوافق الطرفين. وارتفع منسوب التعويل اللبناني على عودة ملف الترسيم ليتصدر المشهد ويطفو على سطح التطورات بقوة دفع أمريكية، سعياً لإعادة إحياء قنوات التفاوض المقطوعة بين لبنان وإسرائيل منذ تعليق اجتماعات «الناقورة» في مايو الماضي، تحت وطأة التباين في رسم الخطوط وسقوف التفاوض.

وفي إطار مساعي استكشاف فرص تقريب المسافات وتبديد التباينات، بدأ الوسيط الأمريكي الجديد خلال أكتوبر الماضي، مهمة إدارة دفة التفاوض البحري غير المباشر بجولة «جس نبض» في بيروت، ليعود مرة أخرى مستطلعاً مدى جاهزية وجدية المسؤولين اللبنانيين لاقتناص الوساطة الأمريكية.

Email