تونس.. سجن المرزوقي يثير رعب «الإخوان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار الحكم القضائي بحق الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، السجن أربع سنوات، رعباً في صفوف جماعة الإخوان وحلفائها، وطرح الأسئلة حول مصير الملفات المطروحة أمام المحاكم، والمتعلقة بالإرهاب والاغتيالات السياسية والتمويلات الأجنبية، ومختلف الجرائم التي تورط فيها تيار الإخوان خلال السنوات العشر الماضية.

ويرى مراقبون، أنّ الحكم القضائي بحق المرزوقي، أظهر تحولات مهمة في المشهد القضائي، لا سيّما بعد الانتقادات لتباطؤ المحاكم في حسم الملفات المهمة، ومنها المتعلقة بتلقي أحزاب سياسية لتمويلات أجنبية. وقال المحلل السياسي عمر الحاج علي في تصريحات لـ «البيان»، إنّ الحكم القضائي بحق المرزوقي، أثار مخاوف جماعة الإخوان، من إمكانية الاتجاه نحو التسريع الحسم في بعض القضايا المتعلقة بعدد من قياداتها، بعد أن حامت وطوال السنوات الماضية، شبهات حول تمكن حركة النهضة من وضع يدها على القضاء، وتأثيرها في مسارات التقاضي، ما أدى لتأجيل النظر في عدد من الملفات، أبرزها ملف الاغتيالات السياسية. ويشير المراقبون، إلى أنّ القاعدة الشعبية الواسعة للرئيس قيس سعيد، باتت تضغط من أجل التسريع في عمل القضاء، لا سيّما في ما يتعلق بملفات الخراب الممنهج، خلال العشرية الماضية، بزعامة حركة النهضة.

ودعا حزب التحالف من أجل تونس، الرئيس قيس سعيد، لحض القضاء على البت سريعاً في قضايا الفساد السياسي والمالي والإداري، سواء تعلق الأمر بأحزاب أو سياسيين ومسؤولين سابقين، ورؤساء حكومات ممن تعلقت بهم شبهات.



عهد عدالة

وتشير مصادر مطلعة، إلى أنّ الحكم بحق المرزوقي، يؤكّد أنّ عهد الإفلات من العقاب والتعدي على مصالح الدولة التونسية وأمنها الداخلي والخارجي، وسيادتها الوطنية، قد انتهى، بعد أن مثّل عنواناً لحقبة استمرت عشر سنوات، والتي دشنها المرزوقي بالتحالف مع الإخوان، في ظل «منظومة الترويكا»، التي شهدت تفشياً لظاهرة الإرهاب والاغتيالات السياسية.

وقضت محكمة تونسية، أول من أمس، بالسجن على المرزوقي لمدة أربع سنوات، بتهمة المس بأمن الدولة في الخارج، وإلحاق ضرر دبلوماسي بها. وفي أكتوبر الماضي، طلب المرزوقي خلال تظاهرة نظمت في باريس، من الحكومة الفرنسية، عدم تقديم أي دعم للرئيس قيس سعيد، ثم زعم بعدها أنه ساهم في إقناع دول بإلغاء القمة الفرانكوفونية، التي كان من المقرر تنظيمها في جزيرة جربة التونسية في نوفمبر الماضي قبل أن يتم تأجيلها إلى نوفمبر 2022. وأصدر القضاء التونسي، مذكرة جلب دولية بحق المرزوقي.

Email