ليبيا.. تعويل على عودة ستيفاني في تجاوز التحديات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاعل الشارع الليبي مع عودة الدبلوماسية الأمريكية، ستيفاني وليامز، ممثلة للأمم المتحدة خلفاً لرئيس البعثة، يان كوبيتش، إذ تراوحت ردود الفعل بين الترحيب والرفض والاستغراب.

ورأى محللون أنّ الأيام المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت على أكثر من صعيد في ليبيا، مشيرين إلى أن وليامز أثبتت خلال توليها الملف الليبي بعد استقالة المبعوث الأممي الأسبق غسان سلامة، أنّها امرأة حديدية تعرف كيفية إدارة خيوط اللعبة السياسية بحزم، ما جعلها تنجح في التوصل لتحقيق وقف إطلاق النار وإبرام الاتفاق العسكري، وصولاً لعقد ملتقى الحوار السياسي في تونس ثم جنيف، على حد قولهم.

بدورها، أكّدت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ«البيان» أنّ وليامز ستحمل صفة مستشارة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مهتمة بالملف الليبي، ما يعني أنّ غوتيريس تلافى بذلك شرط الحصول على موافقة مجلس الأمن الذي يواجه خلافات حادة في وجهات النظر بشأن ليبيا بين أعضائه الرئيسيين. ووفق المصادر.

فإنّ عودة وليامز تشكل عنواناً لمرحلة جديدة تتزعم فيها الولايات المتحدة جهود المجتمع الدولي لإرساء السلام وإعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا، ويحتاج فيها التعامل الدولي مع الفرقاء السياسيين لمزيد من الحزم، في ظل تعمد بعض الأطراف المؤثرة في طرابلس زعزعة الاستقرار وعرقلة الانتخابات.

ولفتت المصادر إلى أنّ وليامز ستجد نفسها أمام ملفات من الحجم الثقيل، على رأسها ملف إخلاء القوات الأجنبية والمرتزقة، وتوحيد مصرف ليبيا المركزي، وتوحيد المؤسسة العسكرية، إلا أنّ الملف الأخطر على الإطلاق يتمثّل في ضمان تنظيم الانتخابات الرئاسية في موعدها والاعتراف بنتائجها من قبل جميع الأطراف، على حد قولهم.

تهانٍ

في السياق، هنأت السفيرة البريطانية لدى ليبيا، كارولاين هرندل، ستيفاني وليامز، قائلة في تغريدة على «تويتر»: «أتطلع قدماً للعمل سوياً نحو مزيد من الاستقرار السياسي والعسكري والاقتصادي في ليبيا». كما هنأ السفير الهولندي لدى ليبيا، لارس توميرس، وليامز لتعيينها مستشارة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، قائلاً: «تسعدنا عودتها ونتطلع إلى العمل معاً لصالح جميع الليبيين».

وأعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، في بيان، عن تطلّعها للعمل مع وليامز التي أثبتت التزامها وتفانيها بدعم استقرار ليبيا، معربة عن ثقتها بأن وجودها سيكون مفتاحاً لنجاح العملية السياسية لصالح الشعب الليبي.

واعتبر غسان سلامة، المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا، أن وليامز لها قدرة وعزم على استكمال ما بدآه معاً في ليبيا. ووفق مراقبين، فإن عودة ستيفاني وليامز تؤكد أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تكثيفاً للدور الأممي في الملف الليبي، والذي سيكون على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.

Email