"تقارير البيان": حجر فلسطيني في مياه مفاوضات السلام الراكدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما ترفض القيادة الفلسطينية، تجزئة المفاوضات حال استئنافها، تطفو على السطح تساؤلات حول ما سيفعله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لاسيّما مع إعلانه الاستعداد للعودة إلى المفاوضات مع الإسرائيليين، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون خطوة إيجابية، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنّ هذه الخطوة تبقى محفوفة بالمخاطر نظراً لما أسموه التاريخ الطويل من المفاوضات الحافل بالعقبات والتناقضات.

ومع عودة الحديث عن المفاوضات، سواء من خلال تصريحات الرئيس الفلسطيني أم ما يجري التحضير له من مشروع أمريكي ينص على العودة للمفاوضات من أجل وضع حل نهائي للصراع وفق حل الدولتين، يجد محمود عباس الرافض للعنف والمؤمن بالسلام لحل القضية الفلسطينية وفق المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة، نفسه أمام مأزق وعقدة المفاوضات دون تحرك دولي في الطريق.

ويرى المراقبون، أنّ تحديات داخلية كبيرة تقف أمام محمود عباس وتكمن في ضرورة الوصول إلى مصالحة وطنية حقيقية تنهي الانقسام، وأخرى خارجية تتمحور في التعامل مع الإدارة الأمريكية كوسيط وراعٍ للتفاوض، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني. ويشير المراقبون، إلى أنّه وبعد جولات كثيرة قام بها مبعوثو السلام إلى المنطقة خلال الأعوام الماضية، ضمن مساعيهم الدبلوماسية لدفع عجلة المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل إلى الأمام، لا يبدو أنّ جهود استئناف المفاوضات تبشّر بانفراج جديد، إلّا أنّها تبقى ضرورية في لعبة شد الحبل بين الطرفين.

كشف أوراق

ويلفت المحلل السياسي، رائد غياضة، إلى أنّ التحرك الجديد لا ينبع من تصوّر أنّ المفاوضات مجدية اليوم، وأنها ستتمخض عن اتفاق غداً، بل بدافع استمرار الجهد الفلسطيني لكشف الأوراق حول جدية هذه المفاوضات. وأعرب غياضة، عن مخاوفه من تدخل مساعي استئناف المفاوضات في أزمة جديدة قبل أن تبدأ. ويشير الكثيرون، أنّ هذه المرحلة لا تختلف عن غيرها من المراحل، والمنشود منها ضئيل في ظل ما أسموه انسداد الأفق على غرار ما كان عليه طوال السنوات الماضية.

Email