سوريا.. لاجئون يواجهون خطر الشتاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعدما كانت التظاهرات في سوريا سياسية، أصبحت مطالبها في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، الحماية من البرد وأمطار الشتاء، ففيما تغيب كل الاحتياجات الضرورية للاجئين في الداخل، تبقى المطالب لا تتجاوز الحماية من ويلات الشتاء الذي يطرق الأبواب. ويسرد اللاجئون السوريون في المخيمات القاسية مع كل فصل شتاء، قصة الخوف والألم التي عانوها طوال سنوات اللجوء، فيما اللجوء الأقسى لدى الشعب السوري يكون على أرض الوطن، وهذا الأكثر إيلاماً.

ونظم سكان من أهالي مخيم كفر جالس بريف حلب الشمالي، قبل يومين، تظاهرة تطالب الإدارة الذاتية والمنظمات الدولية، بالتدخل السريع في المخيم من أجل فرض الحماية وتقديم المساعدات الغذائية. وناشد المتظاهرون في المخيم ومعظمهم من كبار السن، وبمشاركة نسائية، تقديم المساعدات الإنسانية لسكان المخيم الذي يخشى عليه من الدمار في حال دخول فصل الشتاء، مطالبين بتوفير وسائل التدفئة، سواء من خلال المحروقات أو الحطب، المصدر الأساسي للتدفئة.

انعدام مقومات

يقول أبو أحمد، وهو محاط بمجموعة من أقرانه المسنين: «ليس في هذا المخيم ما يمكننا من الحياة، كل شيء مفقود في هذا المخيم، ونخشى أن يأتي علينا الشتاء بمصائب جديدة، خصوصاً وأن بنية المخيم ضعيفة لا تتمكن من مقاومة الأمطار والرياح».

أوضاع مأساوية

ويعيش سكان المخيم الذي يقع في منطقة جافة في مرتفعات كفر جالس بريف حلب الشمالي، ومنذ ثلاث سنوات أوضاعاً مأساوية، دون أن تتمكن أي من الجهات الداعمة من تقديم المساعدة، فيما تكرّرت حالات الإصابات والوفيات في المخيم كثيراً بسبب الطقس البراد الناجم عن الشتاء.

ولا يطالب سكان المخيم الذين ضاقت بهم الأرض في تلك المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة، سوى بتأمين المواد الغذائية وتوفير التدفئة للمخيمات، وغير ذلك من الاحتياجات الأساسية، في ظل غياب كامل للخدمات الطبية.

Email