‎الإمارات ترحب وتؤكد ثقتها بقدرة الشعب السوداني على تجاوز المرحلة

اتفاق سياسي يعيد حمدوك إلى رئاسة الوزراء

حمدوك والبرهان خلال توقيع الاتفاق في الخرطوم | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

رحّبت دولة الإمارات، بتوقيع الاتفاق السياسي المبرم بين الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، ود. عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، وأعربت عن أمنياتها بالتوفيق والسداد للمكونات السودانية في مسيرتها المقبلة لاستكمال المرحلة الانتقالية في ظل توافق بين أبناء الشعب السوداني الشقيق، بما يعزز استقرار السودان وازدهاره.

وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان، ثقة دولة الإمارات بقدرة الشعب السوداني الشقيق على تجاوز المرحلة الراهنة في ظل التوافق الدستوري والقانوني والسياسي الذي يحكم الفترة الانتقالية. وأشارت الوزارة، إلى حرص دولة الإمارات على تعميق وتوسيع آفاق التعاون مع السودان ودفعها إلى الأمام في المجالات كافة تدعيماً لأواصر العلاقات الوطيدة التي تربط بلدينا وشعبينا الشقيقين. وأكدت دعم دولة الإمارات للسودان ووقوفها إلى جانب شعبه الشقيق من أجل تحقيق تطلعاته إلى الاستقرار والتنمية.

عون وسند

وأكّد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أنّ الإمارات ستبقى سنداً وعوناً لشعب السودان وحريصة على استقراراه وازدهاره. وكتب معاليه في تغريدة على «تويتر»: «يمضي السودان الشقيق نحو تحوله الدستوري الذي نرتجيه بعد أن تغلبت لغة العقل والمنطق والمصلحة الوطنية المشتركة، وستبقى الإمارات سنداً وعوناً لشعبه العزيز وحريصة كل الحرص على استقراره وازدهاره وتبوؤ موقعه الطبيعي بين الأمم والشعوب».

توقيع اتفاق

ووقع قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، اتفاقاً سياسياً يقضي بعودة حمدوك لرئاسة الحكومة ويتضمن 14 بنداً، في تراجع عن إجراءات الجيش. وشدد حمدوك، خلال مراسم التوقيع، على ضرورة وحدة الشعب السوداني، داعياً للعمل على بناء نظام ديمقراطي.

وقال حمدوك: «سنعمل على بناء نظام ديمقراطي راسخ، سنحافظ على مكتسبات العامين الماضيين سياسياً واقتصادياً».

وتابع: «علينا أن نحقن دم الشعب السوداني ونبدأ في التنمية»، مؤكداً أنه «كنت أعلم عندما قبلت تكليفي برئاسة الحكومة بأن الطريق صعب». واختتم حمدوك: «كلما وصلنا إلى نقطة اللاعودة في السودان نستطيع أن نسترجع بلدنا».

من جهته، قال البرهان، إن رئيس الوزراء، سيظل محل ثقة. وتعهد البرهان، بالمحافظة على المرحلة الانتقالية، وحقن دماء الشعب، مشدداً على أهمية الحفاظ على التوافقات.

وقال البرهان إن توقيع الاتفاق يؤسس لبداية تحول حقيقي في السودان، مضيفاً إنه «يجب أن نحافظ على التوافق بين المكونات، سنحافظ على الفترة الانتقالية ونحقن دماء الشعب السوداني». وأضاف البرهان في كلمته إن «حمدوك سيظل محل ثقة»، مشيراً إلى أن «الاتصالات لم تنقطع مع حمدوك».

تفاصيل الاتفاق

وأكد الاتفاق أن الوثيقة الدستورية لسنة 2019 تعديل 2020 هي المرجعية الأساسية القائمة لاستكمال الفترة الانتقالية مع المراعاة للوضعية الخاصة لشرق السودان، والعمل سوياً على معالجتها في إطار قومي يضمن الاستقرار بصورة ترضي أهل شرق البلاد الذين يرفضون مسار المنطقة المضمن في اتفاق السلام السوداني الموقع في جوبا في أكتوبر 2020.

وأشار الاتفاق على أن الشراكة الانتقالية القائمة بين المدنيين والعسكريين هي الضامن والسبيل لاستقرار وأمن السودان، بناءً على ذلك اتفقا بإنفاذ الشراكة بروح وثقة مع الالتزام التام بتكوين حكومة مدنية من الكفاءات الوطنية.

ونص الاتفاق على أن يكون مجلس السيادة الانتقالي مشرفاً على تنفيذ مهام الفترة الانتقالية الواردة بالمادة 8 من الوثيقة دون التدخل المباشر في العمل التنفيذي، وضمان انتقال السلطة الانتقالية في موعدها المحدد لحكومة مدنية.

ردود فعل

ورحبت دول ومنظمات عربية وأفريقية وأممية، بتوقيع الاتفاق.

وقالت السعودية، إن ما توصلت إليه أطراف المرحلة الانتقالية في السودان من اتفاق حول مهام المرحلة المقبلة واستعادة المؤسسات الانتقالية يساهم في تحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق، ويحافظ على المكتسبات السياسية والاقتصادية المتحققة، ويحمي وحدة الصف بين جميع المكونات السياسية السودانية.

وأشادت القاهرة، بـ «الحكمة والمسؤولية التي تحلت بها الأطراف السودانية في التوصل إلى توافق حول إنجاح الفترة الانتقالية بما يخدم مصالح السودان العليا».

كما اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن الاتفاق جاء نتيجة لجهود سودانية ضخمة، مدعومة عربياً ودولياً. وشددت البعثة الأممية لدعم الانتقال في السودان، على ضرورة حماية النظام الدستوري للحفاظ على الحريات للعمل السياسي وحرية التعبير والتجمع السلمي.

Email