تقارير «البيان»: «مؤتمر المانحين».. رهان الفلسطينيين في حل الأزمة المالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعوّل مسؤولون فلسطينيون، على مؤتمر المانحين في العاصمة النرويجية أوسلو، لتقديم مساعدات مالية عاجلة لمواجهة أزمتهم غير المسبوقة، التي باتت تهدد الحكومة الفلسطينية بعدم القدرة على دفع رواتب موظفيها عن الشهر الجاري، أو تقديم الخدمات للمواطنين. وتعاني الحكومة الفلسطينية، أزمة مالية، هي الأصعب منذ قيام السلطة الفلسطينية، إذ تحتاج نحو 400 مليون دولار للخروج منها، فيما يزيد الأمور تعقيداً، معاناة السلطة نفسها فجوة تمويلية، وتراجعاً في الدعم المالي، بعد تخطيها مستوى الاقتراض المسموح به من البنوك.

ووفق المستشار الاقتصادي للحكومة الفلسطينية، استيفان سلامة، فإنّ الحكومة تعاني أزمة مالية هائلة، إذ لجأت إلى الاقتراض من البنوك مؤخراً، للقيام بواجباتها تجاه موظفيها، لكنها تخطت السقف المسموح به، وباتت بحاجة لمساعدات عاجلة لحل أزمتها، مبيناً أن إيرادات السلطة تبلغ نحو 750 مليون شيكل شهرياً، بينما تصل مصاريفها إلى 1.2 مليار شيكل.

وأوضح المسؤول الفلسطيني، أن الأزمة المالية نشبت منذ مطلع العام الماضي، جراء تراجع الدعم الخارجي لخزينة السلطة، وتداعيات جائحة «كورونا»، لافتاً إلى أنّ حلها يتطلب عودة المساعدات الخارجية من الولايات المتحدة، والدول العربية، والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن إجراء إصلاحات داخلية. ويأمل الفلسطينيون في حل أزمتهم من بوابة مؤتمر المانحين، الذي تأسس في عام 1993، بهدف تقديم مساعدات مالية للسلطة الفلسطينية، التي كانت تستعد في حينه لبناء مؤسساتها، وتقديم الخدمات للمواطنين، ويعقد مرتين كل عام.

ولم تستأنف الولايات المتحدة، حتى الآن، المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية بشكل مباشر، لوجود قوانين سنّت في الكونغرس الأمريكي، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، فيما أوقف الاتحاد الأوروبي دعمه المباشر لخزينة السلطة، لأسباب تتعلق بسلوك الأخيرة تجاه حقوق الإنسان، وفقاً لمصادر دبلوماسية غربية. بدورها، أكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينيفلد، خلال مؤتمر صحافي عقدته في رام الله، أن الإدارة الأمريكية تجري مشاورات مع أطراف دولية عدّة، لمساعدة السلطة الفلسطينية في التغلب على أزمتها. ولم تقدّم المسؤولة الأمريكية تفاصيل إضافية، إلّا أنّ مسؤولين فلسطينيين، رجّحوا أن يأتي الفرج من خلال مؤتمر المانحين، حيث تقدمت الحكومة الفلسطينية بطلب تقديم مساعدة عاجلة، للتغلب على أزمتها.

Email