أحلام المهاجرين العراقيين تتحطم على أسلاك شائكة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هبطت الليلة الماضية طائرة تقل مئات المهاجرين العراقيين كانوا عالقين عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، في مطار أربيل شمالي العراق.

وأعلنت حكومة إقليم كردستان أن في المجمل بلغ عدد المهاجرين الذين كانوا على متن طائرة «البوينغ 747» التابعة لشركة الخطوط الجوية العراقية، 431 شخصاً، ويتحدر غالبيتهم من إقليم كردستان.

وكان من بين الركاب العديد من الأطفال والنساء، عند نزولهم من الطائرة، أخفى البعض وجوههم حتى لا تظهر في المشاهد التي تبثّها محطات التلفزيون المحلية على الهواء مباشرة، وحمل العديد منهم أغراضهم الشخصية في حقائب ظهر أو أكياس بلاستيكية.

وقال أحد العائدين وهو من سكان أربيل: «أنفقت أكثر من 4 آلاف دولار للوصول إلى بيلاروسيا»، وأضاف «أوضاعنا كانت صعبة جداً. أكلنا الحشائش وأوراق الأشجار وكان الطقس بارداً».

رحلة طوعية

تقول الحكومة العراقية إن هذه الرحلة وهي الأولى من نوعها منذ بداية أزمة المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، هي رحلة «عودة طوعية».

من جهته، أعرب رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، عن قلقه العميق إزاء الوضع العصيب الذي يمر به مهاجرو الإقليم، ومن بينهم أطفال، على الحدود البيلاروسية البولندية.

وجدد في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء بولندا ماتيوش مورافيتسكي استعداد كردستان لمساعدة المهاجرين وتحسين وضعهم والحفاظ على سلامتهم، حسب بيان لحكومة الإقليم.

وأعرب عن أسفه لوقوع المهاجرين ضحايا على أيدي المتاجرين بالبشر والمهربين وبسبب النزاع بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي، وأن إقليم كردستان الآن ملاذ آمن لنحو مليون نازح ولاجئ.

بدوره، أشاد رئيس الوزراء البولندي بالإجراءات التي اتخذتها حكومة إقليم كردستان ضد المجرمين الذين يتاجرون بالبشر، فضلاً عن عمليات التفتيش الصارمة والتدابير اللازمة في المطارات والمنافذ الحدودية في الإقليم لاعتقال مرتكبي تلك الأعمال غير القانونية.

وبحث الجانبان خلال الاتصال التنسيق مع الحكومة الاتحادية في بغداد والشركاء الآخرين لتسهيل العودة الطوعية للمهاجرين.

رفض الاستقبال

وأكراد العراق الذين عادوا أمس هم بين آلاف المهاجرين، معظمهم من الشرق الأوسط، الذين تقطعت بهم السبل لعدة أيام على طول الأسلاك الشائكة عند الحدود البولندية على أمل الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، بينما ترفض بولندا وجارتا بيلاروسيا الأوروبيتان الأخريان، ليتوانيا ولاتفيا، استقبال المهاجرين.

وأعلنت الرئاسة البيلاروسية وجود قرابة سبعة آلاف مهاجر في البلاد، بينهم ألفان على الحدود مع بولندا.

Email