تقرير البيان

«أونروا» شريان حياة سكان غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حارات مخيم الشاطئ للاجئين، وفي ضواحيه الجنوبية، التي تفتقد الحياة الكريمة، بمنازله الصغيرة والفقيرة والخالية من كل الشروط الصحية، يعيش عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، كما ببقية مخيمات قطاع غزة، في قلق كبير نتيجة الأزمة المالية التي تعيشها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في الأشهر الأخيرة من العام الجاري.

لم تعد منازل الفلسطينيين كما في السابق، كل ما فيها انقلب رأساً على عقب، بعدما اعتمدت «أونروا» على تقليص المساعدات الغذائية عن بعض الفلسطينيين بنظام جديد بخلاف المعمول به منذ سنوات طويلة.

قلق متزايد يوماً بعد يوم، خصوصاً بعد توالي الاعتصامات أمام مقرات «أونروا» المنتشرة في غزة، والتي تطالب بإلغاء نظام «الكبونة الموحدة»، ولكن تم تطبيقه من دون الاستجابة لهذه الوقفات الرافضة لهذا النظام، وبعض اللاجئين يبيعون ما يحصلون عليه من مساعدات غذائية لتعليم أبنائهم أو شراء حاجيات أسياسية أخرى لبيتهم.

ما إن يولد مولود جديد، يسارع أهله لتسجيله في سجلات «أونروا»، وما أن يتخرج طالب جامعي جديد، يسارع للتسجيل في «أونروا»، أملاً في الحصول ولو على فرصة عمل مؤقتة لثلاثة أشهر.

وتعد «أونروا» ركيزة أساسية لحياة اللاجئين في القطاع، سواء بالحصول على كبونة غذائية أربع مرات سنوياً أو الحصول على الدواء والعلاج، أو بالحصول على فرص عمل والكثير من الخدمات التي تمس حياة الفلسطينيين.

أزمة «أونروا» الأخيرة أثارت مخاوف اللاجئين من تقليص الخدمات، خصوصاً وأن «أونروا» لمحت لتأثير أزمتها المالية على دفع رواتب الموظفين لديها، والذي بدوره سينعكس أيضاً على مناحي كثير في الحياة.

ويقول المتابع لملف اللاجئين في غزة د. مازن أبو زيد، إن «خدمات أونروا متنوعة في مناطق عملياتها الخمس، وأي خلل أو تقصير أو تقليص في خدماتها سيؤثر سلباً على حياة اللاجئين، لأن خدماتها مهمة من صحة ومساعدات اجتماعية، وتعليمية في المرحلة الابتدائية والإعدادية».

وأوضح خلال حديثه لـ«البيان»، أن الخدمات الصحية المنتشرة في مناطق عمليات «أونروا» من بينها غزة، بكل تأكيد إن اللاجئين أغلبهم فقراء، لا يستطيعون العلاج في العيادات الخاصة، أو المستشفيات لعدم امتلاكهم التأمين، ويلجأ الجميع لعيادات «أونروا» من أجل الحصول على العلاج، وتحويلهم لمستشفيات متعاقدة معها «أونروا» لإجراء العمليات الجراحية للاجئين.

وتابع: «من الخدمات المهمة لأونروا المساعدات الغذائية التي تقدمها مرة واحدة كل ثلاثة أشهر للاجئين في غزة، في ظل ارتفاع نسبة البطالة، وعدم وجود فرص عمل للخريجين والعمال، فالجميع هنا يعتمد على مساعدات وخدمات أونروا، وأي تقصير في خدمات أونروا سينعكس سلباً على حياة اللاجئ، وسيكون وضعه صعباً جداً».

 
Email