التحالف يوجه رسائل سلام جديدة للحوثيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتجاه مغاير للنهج الذي تخطه ميليشيا الحوثي، وجه تحالف دعم الشرعية رسائل سلام جديدة، وسط أنباء عن تقدم محدود أحرزته التحركات الدولية والإقليمية من خلال اتفاق جزئي لوقف القتال وتجنيب المدنيين المزيد من المعاناة بالتزامن مع نزوح عشرات الآلاف إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية في مأرب والحديدة، لكن الرهان يظل على رد الميليشيا على تلك الرسائل والتي لا تظهر حتى الآن أي موقف إيجابي. 

جاءت خطة إعادة الانتشار التي نفذتها القوات المشتركة في مدينة الحديدة وجنوبها كواحدة من أقوى رسائل السلام بعد أن سدت ميليشيا الحوثي كل المنافذ أمام الحلول السياسية، حيث أعيد افتتاح المدخل الرئيسي ومنطقة المجمعات الصناعية وأعيد افتتاح أهم شوارع المدينة، وبدأت الميليشيا بإزالة السواتر الترابية وردم جزء من الخنادق التي استحدثتها وسط الأحياء السكنية، لكن الانتشار الكبير لحقول الألغام وسط شوارع المدينة وعلى شواطئها لا يعكس نوايا طيبة من الميليشيا تجاه هذه الخطوة ما جعل السكان غير مصدقين أن الحياة ستعود إلى طبيعتها في المدينة وموانئها الثلاثة بعد أربع سنوات على وصول المعارك إلى وسطها. 

بعثة الأمم المتحدة دعت الثلاثاء إلى دعم اتفاق الحديدة في اليمن «أونمها»، إلى إجراء محادثات جديدة بشأن الحديدة. وقالت في بيان، نشرته على «تويتر»، إن انسحاب القوات المشتركة من مناطق في محافظة الحديدة وسيطرة ميليشيا الحوثي عليها وما ترتب على ذلك من تغييرات في خطوط التماس يستدعي فتح نقاش بين الأطراف المعنية بالاتفاق. وأضافت، أنها على استعداد لتيسير النقاش وفقاً لإطار الاتفاق، مشددة على أن السلام المستدام لا يمكن تحقيقه إلا عبر تكاتف الجهود المشتركة.

وفي موقف يظهر أيضاً تاريخاً طويلاً من عدم الالتزام بالاتفاقات فإن ميليشيا الحوثي وبدلاً من أن تنفذ ما عليها من التزامات أقدمت على مهاجمة المواقع الجديدة لتمركز القوات المشتركة في الخطوط التي رسمها اتفاق استكهولم بشأن وقف إطلاق النار في الحديدة، وهو ما يعكس سوء نوايا ميليشيا الحوثي وإصرارها على إفشال كل جهد لإحلال السلام، خصوصاً وأن هذه المواقف تتزامن وحديث خجول عن قرب إبرام اتفاق جزئي لوقف القتال في مأرب، بالتزامن وإعادة فتح كل المنافذ إلى موانئ الحديدة، باعتبار ذلك خطوة ممهدة لمحادثات سلام مرتقبة. 

ومع استمرار سيطرة ميليشيا الحوثي على الموانئ الرئيسة الثلاثة على البحر الأحمر (ميناء الحديدة، ميناء الصليف، ميناء رأس عيسى) وعدم تمكين الأمم المتحدة من الإشراف على تنفيذ الاتفاق «فإن التحالف دعا الأمم المتحدة وبعثتها بالحديدة إلى القيام بدورها لتنفيذ اتفاق (استكهولم)»، كما دعا «المجتمع الدولي للضغط على الميليشيا الحوثية الإرهابية للالتزام الكامل وتنفيذ نصوص الاتفاق» غير أن ما صدر عن قادة الميليشيا بهذا الخصوص لا يؤشر إلى استعدادها لتطبيع الحياة في الحديدة وتجنيبها معركة جديدة.

Email