موهبة تنقل فناناً سورياً من "الزعتري" إلى العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يتوقف الأربعيني السوري طارق حمدان عن موهبته، التي بدأت معه منذ الصغر، بل تمسك بها باعتبارها منفذاً له من الضغوطات وطريقة حتى يعبر بها للعالم كيف هي حياة اللاجئين، الذين تركوا بلدهم.

 طارق الذي تمسك بالرسم والنحت وصلت أعماله إلى معارض دولية وأيضاً داخلية، ولاقت اهتماماً من قبل الجميع لعمق الفكرة، التي ينفذها دوماً، وطريقة التنفيذ المميزة والمختلفة عما هو معتاد.

في إيطاليا تم بيع منحوتة لطارق تمثلت في مسار حياته منذ البداية إلى رحلة اللجوء التي عاشها مع عائلته، هذه المنحوتة ظهرت على العصا الخشبية للمكنسة التي نعرفها جميعاً، ونوّع هذا الفنان بأعماله، لتشمل النحت على أقلام الرصاص وعلى حجر البازلت، وأيضاً الرسم بالفحم والعديد من أنواع الألوان، مهتماً بالمناظر الطبيعية والآثار السورية التي يكن لها مشاعر الفخر والمحبة.

يقول طارق: «منذ أن جئت إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين، ووجدت أن فرص العمل قليلة ولا أمل من البحث، وأيقنت أن أفضل طريقة حتى أتكيف مع الواقع هو أن استمر في ممارسة موهبتي وأيضاً أطورها، واستطعت من خلال عرض منحوتاتي على الوفود الأجنبية، التي زارت المخيم أن أظهر لهم هذا الفن، وبالفعل دعمتني المنظمات والوفود».

ويبين أن عمله في النحت يأخذ الوقت الكثير ويحتاج إلى تركيز، فولادة الفكرة بحد ذاتها تتطلب جهداً، ولكنه يحب النحت ويدعو أولاده دوماً للنظر والاطلاع على أعماله المتنوعة، يضيف: «النحت يحتاج لشخص لديه ميزة الصبر أولاً، وثانياً أن يكون لديه نظرة شمولية للأبعاد المختلفة، فالنحت ليس هيناً سواء أكان النحت على قلم الرصاص، الذي تعد مساحته صغيرة جداً ويجب الحذر في كل حركة يقوم بها النحات، أيضاً البازلت هو حجر قاسي ومع ذلك فإنه حساس، وإذا تم الضغط عليه أكثر مما يجب سيخسر الفنان كل العمل، الذي بدأ به».


أهم الفنون


يتمنى طارق أن يطور موهبته، وأن يصبح لديه معرض خاص به، يشارك به أينما يرغب، فالنحت والرسم من أهم الفنون التي تعبر عن الإنسان وهواجسه وحياته التي تحيطه وبالتالي هي شكل من أشكال التوثيق التاريخي، وتفتخر الأمم التي لديها منحوتات من أزمنة مختلفة، ومن هنا يجب دعم هذا الفن الراقي، لا سيما أن أعداد الفنانين قليل ومساندتهم أمر مهم، فلننظر إلى تجارب الفنانين في أنحاء العالم.

في المخيم يُعرف طارق بفنه المميز، فالجميع ينظرون إلى تجربته وموهبته باحترام، يختم قائلاً: «الفنان يحتاج دوماً إلى التحفيز، وحالات الفرح والحزن، التي تحيطه تؤثر عليه بشكل كبير، وتدفعه إلى الابتكار والخروج بمجسمات مذهلة، وكلما كانت الحالة الذهنية لديه غير معكر يكون العمل متقناً أكثر، ومع ذلك يمكن القول: إن اللجوء حالة مختلفة عشناها دفعت بالفنانين ومن لديهم المواهب بإظهار إبداعاتهم بالشكل غير المألوف».

Email