«عقارب» بوابة تحريض للإخوان في تونس

تونسيون يتظاهرون في صفاقس | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

واجهت مدينة عقارب التونسية حالة شلل تام (أمس الأربعاء)، في ظل الإضراب العام، الذي أقر به الاتحاد التونسي للشغل على خلفية المواجهات، التي جدت بين محتجين وقوات الأمن منذ الاثنين الماضي.

وتزامن الإضراب العام، أمس، مع إعلان الحداد بالمدينة، على روح الشاب عبدالرزاق الأشهب الذي توفي قبل يومين، ووصفت وفاته بـ«الطبيعية» من قبل السلطات الحكومية، فيما قال المحتجون إنها ناتجة عن تعرضه للغازات المسيلة للدموع، التي أطلقتها عناصر الأمن ضد تحركاتهم لمنع أجهزة الدولة من نقل آلاف الطنان من النفايات المتراكمة منذ 44 يوماً بمدينة صفاقس، ثاني أكبر مدن البلاد، إلى مكب «القنة» الموجود على بعد 10 كلم من وسط عقارب.

وشهدت مدينة عقارب، التابعة لولاية صفاقس (جنوب شرق) مسيرات حاشدة في الشوارع والساحات، تزامناً مع شلل تام للمؤسسات العامة والخاصة، فيما اتجه مئات المحتجين إلى مكب النفايات لمنع السلطات من استغلاله من جديد، وحاولوا اقتحامه، قبل أن يتم التصدي لهم من قبل الوحدات الأمنية.

منطلق تحريضي

وترجح أوساط محلية أن يكون «الإخوان» وحلفاؤهم وراء العمل على الرفع من وتيرة الاحتجاجات في المدينة بهدف إحراج الحكومة وتحويل الوضع في عقارب إلى منطلق للتحريض ضد التدابير الاستثنائية، التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في الـ25 من يوليو الماضي، حيث يسعى «الإخوان»، عبر شبكات علاقاتهم في داخل البلاد وخارجها، إلى تأجيج الوضع المحتقن في المدينة التونسية، وتحويله إلى ظاهرة شاملة في مختلف أرجاء البلاد.

وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي أبوبكر الصغير لـ«البيان»: إن هدف حركة النهضة هو الدفع بالبلاد إلى أزمة اجتماعية وأمنية بالاعتماد على أدواتها داخل مراكز القرار المحلي، وأضاف: «في كل الحالات، سواء تم الإبقاء على أكداس القمامة في صفاقس أو نقلها إلى عقارب، كانت الأوضاع ستدعو نحو انفجار، وكانت جماعة الإخوان ستستغل الوضع الذي وقفت وراء تكريسه خلال السنوات الأخيرة، ولا سيما بعد سيطرتها على أغلب البلديات وتحويلها إلى وسيلة للتغلغل في المجتمع والتمكن من مراكز القرار المحلي».

Email