وفد من الجامعة في بيروت وحركة دبلوماسية صامتة تقودها واشنطن وباريس للحلحلة

مساعٍ عربية لتطويق أزمة لبنان مع دول الخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

على وقع احتدام الأزمة ‏الحكومية في لبنان، وتشعب تداعياتها وتعقيداتها الداخلية والخارجية، حط وفد جامعة الدول العربية في ‏بيروت، أمس، برئاسة الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، لمعاينة عمق الأزمة اللبنانية عن كثب، ومدى عقم الطبقة الحاكمة عن إنتاج الحلول ‏اللازمة لها، وذلك، في مؤشر على أن دخول «الجامعة» على خط الأزمة بين لبنان ودول الخليج يعني، وفق القراءات السياسية المتعددة، أن مسار الأزمة سيكون طويلاً، وأن هناك عجزاً حتى الآن عن مقاربتها كما يجب، مع ما يعنيه الأمر من تأكيد على إعطاء بُعد عربي للأزمة، أو للمساعدة على الحل.

أجواء مغلقة

وأتت زيارة زكي إلى بيروت وسط أجواء حكومية «مغلقة» بالكامل، إذ لا اتفاق أو تسوية قادرة على إعادة إحياء العمل الحكومي، ووسط استمرار الأزمة السياسية والدبلوماسية، التي تسبب بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي مع المملكة العربية السعودية، ومعظم دول الخليج في التفاعل، في غياب أي حل يؤدي إلى احتواء الأزمة، في حين أشارت مصادر مواكبة لأجواء ‏الزيارة العربية لـ«البيان» إلى أن وفد الجامعة لم يحمل أي مبادرة محددة، إنما حصر مهمته بإعادة تأكيد البعد العربي للبنان في مواجهة ‏المحاولات الحثيثة لسلخه عن جلده العربي، مع ما يعنيه الأمر من كون المسعى العربي اتخذ شكل ‏‏«النصيحة» بضرورة لجم نهج «التدمير الذاتي»، الذي أوقع لبنان في واقعه الراهن.

وفي خلاصة الصورة، فإن كل المشهد السياسي يسوده الإرباك الشديد، من الأزمات ‏المفتوحة على التأزم لا الحلول، إلى الشلل الحكومي المفتوح على الاعتكاف، وصولاً إلى ‏الثابت الوحيد في المشهد، وهو الوضع المالي الذي يواصل تدهوره.

ضغط لا وساطة

وتوازياً مع الحركة الدبلوماسية الصامتة، التي تقودها الولايات المتحدة ‏وفرنسا في الكواليس الإقليمية والدولية لرأب الصدع بين لبنان والسعودية ومعظم دول الخليج، تقدمت إلى ‏الواجهة الحركة، التي كان أوحى بها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بإيفاد ‏الأمين العام المساعد إلى بيروت، والذي جال على الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، وكانت الخلاصة رسالة من أبو الغيظ إلى المسؤولين اللبنانيين، مفادها العمل من أجل تطويق الأزمة الدبلوماسية ‏بين لبنان والمملكة العربية السعودية بجدية مطلقة، ‏والقيام بما يلزم من خطوات لتجنب الأسوأ، وبالتالي، لم يحمل وفد الجامعة معه أي ‏مبادرة أو اقتراح محدد، في مهمته الاستطلاعية، وإن كان حمل مجموعة أفكار متفرقة.

علماً بأن زكي، وبعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حرص على وضع زيارته للبنان، بحد ذاتها، في خانة «المبادرة لوضع الأزمة بين لبنان والخليج على الطريق الصحيح».

وفي ظل الحراك الدبلوماسي العربي، لاحتواء ترددات الأزمة الدبلوماسية بين لبنان ‏ودول الخليج، أبدت أوساط سياسية معنية لـ«البيان» تشاؤمها حيال المنحى، الذي تتجه إليه ‏الأمور، في ظل ما بات مكشوفاً من ربط مساري الأزمة الحكومية والأزمة القضائية، إذا صح ‏التعبير، وذلك في ظل معادلة يفرضها معطلو الحكومة على نحو هجومي، وهي «لا» ‏لاستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، التي يطالب بها رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، ومعظم ‏الفرقاء الداخليين، و«لا» للقبول بإكمال القاضي طارق البيطار في مهمته مهما كلف الأمر.

وشككت الأوساط نفسها، في نجاح مهمة ‏بعثة جامعة الدول العربية، حيث فشلت الوساطات السابقة، مع ما يعنيه الأمر من مزيد من التأزم مع الدول العربية، ولا سيما الخليجية منها.

 

Email