اللاجئون السوريون.. ورقة تنسيق إقليمي تمهد للاستقرار

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت معضلة اللاجئين السوريين من المسائل الأكثر تحدياً للدول الفاعلة في الأزمة السورية، ولعل هذا الملف بشكله الخارجي والداخلي من أكثر الملفات تعقيداً لما له من تداعيات إنسانية واقتصادية وسياسية على الحل في سوريا، لذا كانت كل التواصلات بين الحكومة السورية والدول الغربية (الأوروبية)، تتركز على موضوع اللاجئين.

الدول الأربع الأكثر انغماساً في مسألة اللاجئين هي (تركيا – لبنان – الأردن – العراق)، كانت على تواصل دائم من أجل التنسيق المشترك لعودة اللاجئين، وباعتبارها دول مجاورة لسوريا فإنها احتضنت العدد الأكبر من اللاجئين طوال السنوات الماضية، وهذا ما جعل منها الخزان الأكبر للاجئين السوريين.

عودة طوعية

وسعت هذا الدول على التواصل فيما بينها من أجل ترتيب عودة اللاجئين بشكل طوعي، إذ بات هذا الملف أولوية لكل الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية، خصوصاً لبنان وتركيا الدولتين اللتين بدأتا تعانيان سياسياً من تداعيات هذه الأزمة الإنسانية، وما يتبع ذلك من تأثيرات على الوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد.

وقد كشف وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو قبل يومين عن اتفاق الدول الأربع المجاورة على ضرورة إعادة اللاجئين السوريين «بشكل طوعي» إلى بلدهم، إلا أن أزمة الحكومة في لبنان أجّلت هذا الاتفاق، مؤكداً أنه «ما زلنا بصدد تنفيذه». ولعل مثل هذا التنسيق يشير إلى توجه جديد للأزمة السورية قائم على مبدأ التعامل بشكل تدريجي مع الحكومة السورية وتخفيف التوتر في الداخل، إذ إن عودة اللاجئين طالما ارتبطت بموضوع الهدوء ووقف إطلاق النار، وهذا يقود إلى أن الأمور الأمنية في سوريا تسير إلى التهدئة العسكرية وعدم إحداث مفاجآت عسكرية بعد أن استقرت الدولة السورية على العديد من المستويات.

توافقات سياسية

وترى نشرين العمر المختصة في شؤون اللاجئين، بأن العودة إلى سوريا اليوم مرتبطة بالتوافقات السياسية على المستوى الإقليمي والدولي، والسعي الحقيقي إلى حل سياسي آمن، مشيرة إلى أن العودة تتطلب أيضاً ضمانات من الدول الخارجية والدولة السورية.

وتؤكد أن الاتجاه العالمي والإقليمي نحو عودة اللاجئين، إلا أن المشكلة الأولى هي عودة اللاجئين من الدول الأوروبية، إذ تعاني هذه الدول من تبعات اللاجئين، فيما يرفض معظم اللاجئين العودة إلى سوريا، بينما لوحظ اندفاع الكثير من السوريين للعدوة إلى بلادهم من الدول المجاورة، خصوصاً من تركيا والأردن بعد استقرار مناطقهم في الداخل.

Email