نازح سوري يلجأ إلى الجبال تفادياً للفيضانات

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد ينتقل المرء من منزل إلى آخر ويحمل معه كل مقتنياته التي تفوق مرارة الانتقال من مكان إلى آخر، إلّا أنّ أبو فؤاد لم يجد بعد نزوحه ما يأخذه في رحلة الانتقال من مكان إلى آخر سوى الخيمة التي ترافقه على مدى السنوات الماضية، في زحام الانتقال إلى المناطق المرتفعة في الشمال السوري.

لم ينتظر أبو فؤاد دخول فصل الشتاء ليشتت عائلته كما يحدث في كل مرة خلال السنوات الماضية ليقرّر الهرب من جحيم إلى آخر وهو يحمل خيمته ليختار منطقة مرتفعة تحميه من الأمطار. وانتقل أبو فؤاد الذي يقيم في ريف إدلب الجنوبي، إلى منطقة أكثر برداً في الشتاء ولكنها أقل خطورة على العائلة، بعد أن فقد العام الماضي الكثير من الممتلكات البسيطة في الخيمة بعد فيضانات ضربت المخيم الذي يسكنه.

وانتشرت صورة أبو فؤاد وهو يحمل الخيمة المصنعة عبر سيارة شحن صغيرة، وحظيت بتجاوب على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تعكس معاناة اللاجئين في تلك المخيمات. وعلى الرغم من كل هذه المآسي إلا أنّ الجهات الرسمية للمعارضة السورية لم تقدم لهؤلاء النازحين أي نوع من الدعم الإنساني، إذ تزداد المعاناة يوماً بعد آخر.

سلطت وسائل التواصل الاجتماعي الضوء على هذه الصورة التي اختصرت الأوضاع الإنسانية في الشمال السوري، إذ غابت كل أنواع الدعم الإنساني عن هذه المخيمات، في الوقت الذي تتسع رقعة هذه المخيمات في الشمال السوري.

يقول أبو فؤاد الذي نزح من ريف حمص الشمالي منذ أكثر من ثلاث سنوات إلى هذه المنطقة، إنه في كل مرة تغرق الخيمة مع أول زخة مطر في تلك المناطق المنخفضة، وهو ما دفعه إلى اللجوء لقمم الجبال على الحدود التركية السورية بالقرب من مخيم أطمة، فهو المكان الوحيد الذي يحافظ عليه وعلى أسرته. وتتجدّد رحلة أبو فؤاد في كل موسم، وفي كل مرة ترافقه هذه الخيمة عله يجد ما يمدد حياته على عام جديد من المأساة على أرض الوطن الذي ضاق بأهله.

Email