إطلاق سراح 4 وزراء والبرهان يتعهد الإفراج عن الباقين

خريطة طريق برعاية أممية لحلحلة الأزمة السودانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيريتس، أمس، أن الخطوط العريضة للاتفاق المحتمل بين الأطراف السودانية تشمل عودة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وإطلاق سراح المعتقلين وتشكيل حكومة تكنوقراط وإدخال تعديلات على الدستور ورفع حالة الطوارئ.وقال المبعوث الأممي إن المحادثات أثمرت عن خطوط عريضة لاتفاق مبدئي بين الجيش ورئيس الوزراء، تمهيداً للتوسع في المباحثات. عواصم - البيان، كالات

وقال بيريتس: «كلما طال الانتظار ستزداد صعوبة تنفيذ مثل هذا الاتفاق والحصول على الدعم اللازم من الشارع والقوى السياسية». وأضاف « سيصبح الأمر أكثر صعوبة أيضاً على الجيش، حيث ستزداد الضغوط لتعيين حكومة ما، بغض النظر عن مصداقيتها. وسيشدد الجانبين من مواقفهما. نحن نتحدث عن أيام لا أسابيع».

وأعلن التلفزيون الرسمي السوداني، في وقت لاحق، أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أمر بإطلاق سراح أربعة وزراء من حكومة عبد الله حمدوك . والمعنيون بالقرار هم: وزير الاتصالات هاشم حسب الرسول ووزير الثقافة والإعلام حمزة بلول ووزير التجارة علي جدو ووزير الشباب والرياضة يوسف آدم الضي.

وتلقى البرهان اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تناول تطورات الأوضاع في السودان، حيث شدد الطرفان على ضرورة الحفاظ على مسار الانتقال الديمقراطي وإكمال هياكل الحكم وسرعة تشكيل الحكومة المدنية.

وتعهد البرهان خلال الاتصال الهاتفي بالمحافظة على سلمية وحتمية التحول الديمقراطي وإكمال مسيرة الانتقال، بما يحفظ أمن البلاد ومكتسبات الثورة والوصول إلى حكومة مدنية منتخبة.

وكان رئيس وفد وساطة جنوب السودان إلى الخرطوم، توت قلواك، أعلن أنه تم التوصل إلى اتفاق بين أطراف الأزمة في السودان. وقال قلواك إن البرهان وافق على الإفراج عن بعض المعتقلين، مشيراً إلى أنه لم يتم التطرق في الاتفاق إلى العودة لما قبل 25 أكتوبر إلا أنه يوجد تقارب في الرؤى بين الطرفين. وكان قلواك كشف عن احتمالية عقد لقاء جامع بين حمدوك والبرهان لبحث حل الأزمة السياسية في السودان، ومناقشتها بكل وضوح مؤكداً وفق تقارير إعلامية موافقة البرهان على إطلاق سراح بعض المعتقلين وإطلاق سراح البقية خلال مرحلة لاحقة.

ووصف رئيس وفد وساطة جنوب السودان إلى الخرطوم الأمر بحسن النية والبادرة الطيبة للانتقال لمرحلة أخرى، مبيناً أن الخطوة ستسهم في تحقيق الاستقرار عبر النقاش بين الأطراف العسكرية والمدنية في البلاد بغية التفاهم من جديد. وقال إن اتفاقية جوبا للسلام لم تنص على تعيين كفاءات في مناصب أطراف الحركات المسلحة الموقعة.

حكومة كفاءات


وأوضح قلواك أن تسمية حكومة كفاءات خالصة بعيدة عن الشخصيات الحزبية تعد رؤية يمكن التفاهم حولها ووضع المعالجات بين الأطراف السياسية حيالها، مؤكداً أن المهم حالياً نزع الخلافات وتهيئة الأجواء نحو اتفاق.

وكانت مصادر مطلعة أشارت إلى أن السفير السعودي علي بن حسن جعفر التقى حمدوك وبحث معه الأزمةَ وسبل إيجاد حل للخروج منها. وأشارت المصادر إلى أن السفير السعودي أكد حرص المملكة على استقرار السودان ووحدته وازدهاره. وأكد السفير السعودي على الحوار من أجل إقامة «شراكة مدنية عسكرية حقيقية» وصولاً للانتخابات.

في الأثناء، وصل محمد الحسن الميرغني، مساعد رئيس السودان السابق نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي - الأصل إلى القاهرة أمس قادماً من الخرطوم في زيارة لمصر يبحث خلالها آخر التطورات بالسودان.

ومن المقرر أن يلتقي الميرغني خلال زيارته مع عدد من كبار المسؤولين المصريين وقيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل المقيمة بمصر لاستعراض آخر التطورات على الساحة السودانية.

هدوء نسبي

ميدانياً، شهدت الأوضاع الأمنية في السودان هدوءاً نسبياً مع اختفاء بعض المظاهر العسكرية في شوارع العاصمة الخرطوم بشكل ملحوظ إلا في عدد من النقاط فيما دخل انقطاع الإنترنت في البلاد يومه الحادي عشر.
وفي سياق متصل، تواصل العصيان المدني بعدد من المؤسسات كما أعلنت لجنة المعلمين السودانيين عن عدم تنفيذ قرار بدء الدراسة بالعاصمة بعد غدٍ الأحد ودعت في بيان أولياء الأمور إلى عدم إرسال الطلاب إلى المدارس قائلة إن الأوضاع لا تزال خطيرة.

Email