حكومة لبنان.. «وجهاً لوجه» أمام تداعيات «العاصفة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط غياب أي معالم واضحة لاحتواء تداعيات الأزمة التي فجرها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، وفي ظل التخبط اللبناني المكشوف في اتخاذ أي خطوة تتجاوز إطار الكلام والوعود وإبداء النيات الطيبة، عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى بيروت، أمس، بـ«مظلة» أمريكية - فرنسية، نسج خيوطها على هامش قمة التغير المناخي الأممية في غلاسكو (أسكتلندا)، علّها تقيه شر «الشظايا» الحوثية التي أصابت بنيان حكومته، وتجنبه تجرع ‏كأس الاستقالة المُرّة، مرةً ثانية في مسيرته الحكومية.

‎ومع عودة ميقاتي إلى بيروت، انتقلت وجهة تركيز الاهتمامات من لقاءات غلاسكو إلى تقصي مصير الحكومة اللبنانية، وذلك في ظل سقوطها في هوة تصلّب «حزب الله» حيال رفض أي اتجاه لاستقالة قرداحي، حتى لو طلب ذلك رئيس الجمهورية نفسه ورئيس الحكومة، لبدء الخروج من الإعصار المؤذي الذي يهدد مصالح لبنان.

مصير معلّق

وفيما لا يزال لبنان على عجزه عن اتخاذ الخطوات الأساسية المطلوبة، الأمر الذي شل أكثر فأكثر الحكومة، ووضعها أمام احتمال الانقسام من داخلها، ارتفع منسوب الكلام عن أن الرهان على وساطات كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبعض الدول العربية، في هذا الشأن، لن يكون سهلاً الركون إليه في إقناع الدول الخليجية بوقف الإجراءات. وبالتالي، بات مصير جلسات مجلس الوزراء معلقاً على حِبال رغبة رئيس الحكومة بالدعوة إلى انعقاد المجلس، لأن هناك أموراً طارئة تحتم التئامه، ولكن لا قرار نهائي بعد بتوجيه الدعوة قبل ضمان تدوير الزوايا المطلوب.

وعلى ضعف الرهانات، ضجت القراءات السياسية بالإشارة إلى أن الأزمة الخانقة التي يتخبط فيها لبنان هي ليست بين لبنان وعمقه العربي، بل بين «منطق الدولة» و«لا منطق الدويلة»، وسببها المباشر أن الدولة المتراخية استسهلت، منذ العام 2005، شراء سلمها الأهلي وأمنها وعدالتها وعلاقاتها مع محيطها والعالم من خلال التنازل لـ«حزب الله»، فخسرت كل مقوماتها، معنوياً ومادياً وبشرياً وأمنياً، كما علاقاتها مع العرب والعالم.

انسداد حكومي

ووسط هذا الانسداد الحكومي، وفي انتظار ما سترسو عليه صورة الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة مع الخليج العربي، يبدو المشهد الداخلي في ذروة القلق والإرباك على كل المستويات، فيما الطاقم السياسي وصل إلى طريق مسدود، متخبطاً بعجزه عن ‏تجاوز أو مواجهة الضغوط الهائلة التي تطوق لبنان من كل الجهات ‏الداخلية والخارجية، مع ما يعنيه الأمر من أن باب الاحتمالات السلبية بات مفتوحاً على مصراعيه، ‏وخصوصاً في ظل الحديث المتزايد عن سيناريوهات وإجراءات خليجية ‏متتالية تتجاوز سحب السفراء إلى ما هو أبعد. أما أخطر ما في هذه الأزمة، وفق إجماع مصادر متعددة، فيتمثل بكونها «أزمة من دون أفق».

Email