الشتاء «شبح» السوريين في مخيمات اللجوء

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل شتاء تتكرّر مأساة اللاجئين السوريين في المخيّمات، إذ يمثّل البرد القارس أكبر تحدٍ عصي على التجاوز، فيما تبدأ التحضيرات لهطول الأمطار والثلوج قبل أشهر في ظل عدم استطاعة العائلات تأمين ميزانية إصلاح الكرفانات التي تحتاج الكثير، لاسيّما بعد تفشي جائحة كورونا وما أفرزت من فقدان لفرص العمل.

باتت الكرفانات مهترئة بعد أن مضى على تشييدها أكثر من ست سنوات تحملت خلالها أشعة الشمس الحارقة في الصيف والبرد القارس والأمطار في الشتاء.

اضطرت بشرى الفاضل الأم لثلاثة أطفال العام الماضي للاقتراض لإصلاح الكرفان إلّا أنّ القرض لم يكف سوى لإصلاح القاعدة فقط فيما بقى الباب والشباك على حاملهما المهترئ، مضيفة: «الأوضاع المادية للعائلات صعبة ولا يوجد من يساعد بشكل مادي، رغم أنّ زوجي يعمل إلّا أنّ جل الراتب يذهب في شراء الغاز للتدفئة، الشتاء صعب وقاس ونظل أنا وزوجي طوال الليل نراقب وضع الكرفان فالأمطار تأتي شديدة وهنالك فرصة لتساقط الثلوج، برد الشتاء لدينا مختلف عن أي منطقة، فالزعتري يقع في وسط الصحراء ولا يوجد مصدات للرياح كالأشجار أو المباني، أغلب العائلات تقتطع جزءاً من دخلها قبل قدوم الشتاء بثلاثة أشهر أو تلجأ للاقتراض لمواجهة الصعوبات».

حل جذري

تشير بشرى إلى أنّ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تقدم المساعدات للعائلات من أجل ترميم الكرفانات لكنها لا تستطيع مساعدة الجميع رغم الحاجة الماسة، مردفة: «أصبحنا نعتمد على أنفسنا، يجب ايجاد حل جذري للكرفانات بالتجديد أو البحث عن حل آخر ففي كل عام تزداد مهمة الترميم صعوبة وهيكل الكرفانة يصبح اهترائاً، لدينا مخاوف من سقوط هذه الكرافات في أية لحظة».

معاناة

أما أبو وسيم هو أب لثلاثة أطفال، بينهم رضيعة وآخر يعاني من الربو وعدم المقدرة على تحمّل أي برودة من الممكن أن تؤثر على جهازه التنفسي.

يقول أبو وسيم: «فصل الشتاء فصل مرعب، ولا يمكن وصف كيفية شعور العائلات، ففي السنوات الماضية العديد من العائلات اجتاحتها الأمطار وظلت أياماً دون مأوى، الدخل الذي يصلنا من الأعمال التي نعملها محدود للغاية ولا يكفي لتغطية كل المستلزمات، بعد أن قطعت المفوضية المساعدات النقدية عن عدد كبير من العائلات مؤخّراً، ومن الصعب علينا التوجّه إلى خارج المخيم، إذ إنّ فرص العمل غير متوفّرة ولا نستطيع تحمّل تكاليف الحياة في الوقت نفسه».

يرى أبو وسيم أنّ كل سكان المخيّم من المحتاجين للمساعدات العاجلة، بما يقتضي دعماً أكبر من العالم، مشيراً إلى أنّ مشكلة الشتاء والاستعداد له أكبر من قدرة اللاجئين، لاسيّما وأنّ أغلبية سكان المخيّم من الأطفال وكبار السن ممن يحتاجون الرعاية الخاصة.

Email