طقوس «المولد النبوي» حاضرة في نابلس رغم «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتادت مدينة نابلس الفلسطينية، في ما مضى، على مشهد تقشعر له الأبدان، يتم فيه إخراج ثلاث شعرات للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، من داخل خزانة موصدة في المسجد الحنبلي، أحد أقدم المساجد في المدينة، فيما يحاول الجميع اقتناص فرصة تقبيلها، والدعاء إلى جانبها. إلا أن وباء «كورونا»، غيّب هذا المشهد الروحاني للعام الثاني على التوالي. أما بقية الطقوس الاحتفالية، فظلت حاضرة، رغم استمرار تفشي الوباء.

تفاصيل سنوية تنفرد بها مدينة نابلس الواقعة شمالي الضفة الغربية، ابتهاجاً بذكرى المولد النبوي، فالمدينة التي يسميها الكثيرون «دمشق الصغرى»، تبدو استثنائية في هذا اليوم، ولا تشبه نفسها، كما في بقية أيام السنة. رائحة البخور تعطر الأمكنة، والأناشيد الدينية والمدائح النبوية، تصدح من كل حدب وصوب، وحناجر أصحاب المحلات تصدح بالصلاة على رسول الله، فلا يكاد يخلو مدخل لمحل تجاري من طبق كبير، يحتوي على حلويات توزع على المارة.

في هذه المناسبة، تتجلى مظاهر المحبة والتسامح والتآخي بين أبناء المدينة من الطوائف الثلاث، فيتشارك أبناء الطائفتين المسيحية والسامرية، مع إخوتهم المسلمين في تزيين شوارع المدينة، وأزقة وحواري البلدة القديمة، بالزينة والمصابيح والفوانيس المضيئة بألوان زاهية، تجلب البهجة للكبار والصغار، فيما تكتظ الأسواق بالزائرين والمشاركين بهذه الاحتفالية، من كل أنحاء فلسطين.

 

إنشاد صوفي

الشيخ سعد شرف عضو المجلس الصوفي، يقول لـ «البيان»، إن نابلس تمتاز بوجود فرق إنشاد صوفية، كفرقة «أحباب المصطفى»، و«عدة الشيخ نظمي» (نسبة لأحد مشايخ الصوفية في المدينة، وهو نظمي عوكل). عند عصر يوم المولد النبوي، تبدأ تلك الفرق بقرع الطبول والدفوف، والغناء والأناشيد الدينية والمدائح النبوية، يتقدمها شيوخ الطرق الصوفية، وهم يرفعون رايات صوفية، وآلات موسيقية من النحاس والمعدن، حيث تخرج هذه الفرق من الجهة الغربية للبلدة القديمة، حيث الزاوية الصوفية الخاصة بالشيخ نظمي، وصولاً لوسط المدينة، بمشاركة الآلاف من أهالي المدينة والوافدين إليها.

وحسب شرف، فإن تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي في نابلس، يعود لفترة الحكم العثماني للمدينة، وهو ما رافق ظهور الجماعات الصوفية، وتركزها فيها، فمعظم العائلات النابلسية، تنتمي لفرق صوفية منذ ذلك العصر، وحتى الآن، وهو ما جعلها تحتفظ بطقوسها الاحتفالية بهذه المناسبة، دون غيرها من المدن الفلسطينية.

Email