سوريا.. تقدّم ملموس في محادثات جنيف يمهّد طريق الإصلاح الدستوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرّ اليوم الثاني على التوالي في جنيف، بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة السورية، دون أية اعتراضات على النقاشات الدستورية، بعدما كشف المبعوث الأممي للأزمة السورية، غير بيدرسون، عن تقدم ملموس، والبدء بنقاشات عميقة من أجل التوصّل إلى إصلاح دستوري. واعتبر مراقبون، أنّ الإصلاحات الدستورية الواردة في الجولة السادسة من المحادثات تتماشى مع توجهات الحكومة السورية. وفي ظل انعقاد مفاوضات جنيف برعاية أممية، رحّبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بانطلاق الجولة الدستورية السادسة، معربتين عن دعمهما للمفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي، وفق قرارات الأمم المتحدة. وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، إيثان غولدريتش، خلال لقائه رئيس وفد المعارضة، هادي البحرة، إنّ الولايات المتحدة تدعم مفاوضات اللجنة لدفع العملية السياسية التي يقودها السوريون على النحو الوارد في قرار مجلس الأمن 2254.

وجدّد غولدريتش في تغريدة على «تويتر»، دعم الولايات المتحدة لعمل المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، فيما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إنّ بلاده ترحب ببدء الجولة السادسة من المحادثات بين النظام السوري والمعارضة. وشدّد برايس، على ضرورة تواصل الحكومة السورية والمعارضة بشكل بناء في جنيف، بما يتسق مع قرار مجلس الأمن الدولي 2254 بشأن سوريا.

إلى ذلك، أعرب الاتحاد الأوروبي، عن ارتياحه لتوصّل وفدي الحكومة السورية والمعارضة إلى اتفاق بشأن بدء العمل على صياغة مسودة إصلاحات دستورية في البلاد. وأشار الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيان، إلى أنّ اتفاق الأطراف السورية على بدء العمل على مسودة الدستور الجديد أمر مشجع، مضيفاً أنّ الاتحاد الأوروبي يؤيّد بشكل كامل جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي.

وبدأت مشاورات اللجنة الدستورية، بمناقشة صلاحيات وهيكلة الجيش والقوى الأمنية في سوريا، وعلاقة هذه المؤسسات بالحكم والسلطة السياسية، معتبرة أنّ هذه الورقة من أولويات النقاشات الدستورية من أجل صياغة رؤية تسهم في أمن واستقرار سوريا، بعد عشر سنوات من الحرب. بدورها، اعترضت الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، على العملية التفاوضية بين الحكومة السورية والمعارضة، معتبرة أنها لن تفضي إلى نتيجة، بعد مرور ست جولات، فيما استنكرت استبعاد مكون رئيسي في الأزمة السورية من هذه العملية.

وأشار، الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، إلى أنّ مسارات اللجنة الدستورية السورية تخلو من النتائج وتتماشى مع مصالح الدول التي ترعاها، موضحاً أنّ تغييب ممثلين عن شمال شرقي سوريا أو مجلس سوريا الديمقراطية عن اجتماعات اللجنة الدستورية جاء بفيتو تركي. وغاب عن اجتماعات اللجنة الدستورية بجولاتها الست، والتي عقدت خلال العامين الماضيين في جنيف، أي ممثلين عن مناطق شمال شرقي سوريا بما فيها مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، الأمر الذي يعتبره مجلس سوريا الديمقراطية غير مجد باستبعاد مكون أساسي يسيطر على 29 في المئة من مساحة من البلاد.

 

Email