أزمة السودان.. هل تجد مخرجاً بجهود حمدوك؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

من دون ضجيج، يعمل رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، من أجل تجاوز إحدى أكثر عقبات الانتقال تعقيداً، فمنذ أن تفجر الصراع بين مكونات السلطة الانتقالية.

ظل حمدوك يراقب المشهد محتفظاً بمساحات أمان واحدة عن كل الأطراف، لكنه أعلن أنه ليس محايداً ولا وسيطاً في الصراع بين معسكر الانتقال المدني الديمقراطي، ومعسكر الانقلاب على الثورة، إذ إن موقفه بوضوح وصرامة، هو الانحياز الكامل للانتقال المدني الديمقراطي، ولإكمال مهام الثورة، وتحقيق شعاراتها المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة.

انتشال البلاد

ويعوّل السودانيون على حمدوك للخروج من مأزق الخلافات، كما عليه تقع المسؤولية التاريخية في انتشال البلاد من مستنقع الصراع والتكالب على «كعكة» السلطة، وعلى عاتقه عبء تحقيق أهداف ومرامي ثورة الملايين، الذين رفضوا حكم الأخوان، وعزلوا الرئيس السابق عمر البشير، وهو ما يستشعره حمدوك، وفقاً لما جاء في خطابه الأخير، إذ أكد أن انخراطه خلال الفترة الماضية في سلسلة طويلة من اللقاءات والاجتماعات مع كل الأطراف.

ومن كل مكونات الثورة وأجهزة الانتقال ومؤسسات الدولة، بغرض فتح أبواب للحوار، وإيجاد القواسم المشتركة بين الأطراف ومعالجة الخلافات، وقال إنه يفعل ذلك من منطلق الإحساس بالمسؤولية التاريخية والأمانة، التي وضعها الشعب السوداني على كاهله.

انفراج نسبي

وتوقع المستشار السابق لرئيس الوزراء فائز السليك لـ«البيان» حدوث انفراج نسبي للأزمة، فيما أكد أن حمدوك ما زال الشخص الوحيد محل الإجماع من كل الأطراف، فالمكون العسكري في مجلس السيادة لا يزال يتعامل معه، رغم إيقافه الاتصال مع قوى الحرية والتغيير، حيث ظل رئيس مجلس السيادة في تواصل من حين لآخر مع حمدوك، وقوى الحرية والتغيير ظلت تتواصل معه باستمرار، كما أن الطرف الآخر من الحرية والتغيير أيضاً يتواصل معه باستمرار.

فرصة تحرّك

ويضيف السليك أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك سبق أن تسلم مقترحات بحل الحكومة وإبقاء وزراء سلام جوبا، ما يعني أن حمدوك لديه فرصة التحرك في ما بين الأطراف المتنازعة.

وهذا ما سيمكنه من قيادة مبادرة عملية بدلاً عن المبادرة أو خريطة الطريق، التي طرحها مؤخراً، وذلك عبر آلية لجمع الأطراف، لا سيما في ظل الطريق المسدود بين الأطراف الثلاثة المتنازعة، والتي لا تلتقي ولا تتواصل وكل طرف ينتظر نهاية الآخر ويلعب على أخطاء الآخر، فيما ينتظر الكثيرون ما بعد مواكب الخميس المقبل.

Email