طرابلس تتأهّب لتنظيم مؤتمر استقرار ليبيا وسط احتدام جدل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستعد العاصمة الليبية طرابلس، لاحتضان المؤتمر الدولي لدعم مبادرة استقرار ليبيا، بعد غدٍ الخميس، والذي سيشهد مشاركة دولية واسعة، كأول حدث من نوعه تنظمه البلاد، وتشرف عليه منذ 10 سنوات.

وفيما كان من المقرّر عقد المؤتمر في سرت، قالت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، إن المؤتمر سيعقد في طرابلس، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الليبية، إذ يشير مراقبون، إلى أنّ المؤتمر فقد جزءاً من أهميته، بتحويل فعالياته من سرت إلى طرابلس، بما يعنى أنّ أطرافاً ليبية مهمة، لن تحضر، ومنها قيادة الجيش، ومجلس النواب، وممثلو النظام السابق، وقوى أخرى ترى أنّ طرابلس لا تزال تحت سيطرة الميليشيات، فضلاً عن احتمال إلغاء عدد من الدول، لا سيّما تلك التي لم تُعد فتح سفاراتها في طرابلس، مشاركتها، أو الاكتفاء بتخفيض مستوى تمثيلها في المؤتمر.

ويلفت المراقبون، إلى أنّ استقرار ليبيا رهين بتوافق كل الفرقاء، فيما تحوّل المؤتمر إلى حدث تديره وتشرف عليه وتحدد أولوياته الحكومة، التي أصبحت مثار جدل واسع، بعد أن سحب منها البرلمان الثقة، وانتقد ممثلو إقليم برقة أداءها، وهددوا بالانسحاب منها.

ومن المنتظر أن تحضر المؤتمر، كل من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، والدول المشاركة في مؤتمري برلين 1 و2، ودول الجوار، وعدد من الدول العربية، فضلاً عن ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية.

ويسعى المؤتمر لحشد الدعم اللازم للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، لتمكينها من أداء دورها بشكل إيجابي وبصورة شفافة، فضلاً عن دعم العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، بما في ذلك عمل المفوضية العليا للمصالحة الوطنية، ونشر الوعي بحقوق الإنسان، من خلال خطابين ديني وإعلامي، يدعوان إلى التسامح ونبذ الإرهاب والتطرف والعنف والجهوية.

بدوره، اعتبر عضو مجلس النواب، سعيد المغيب، أن أي مبادرة في الوقت الراهن، لن تكون في مصلحة الشعب الليبي، الذي يتطلع لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، مضيفاً: «لا تفصلنا سوى 67 يوماً عن موعد الانتخابات، الإعلان عن أي مبادرة في هذا الوقت، لن تكون في مصلحة الشعب الليبي، المتطلع لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، تنقذه وتنقذ البلاد، الحديث الآن، يجب أن يكون فقط عن الانتخابات، ولا نريد أي حديث آخر عن أي مبادرات أو اجتماعات تخلط الأوراق، وتطيل عمر حكومة، استمرارها في المشهد لن يدعم اقتصاد البلاد».

إلى ذلك، أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، أنّها ستعقد الأحد المقبل، مؤتمراً صحافياً، لاستعراض مستجدات الخطوات التي تتخذها لإجراء الانتخابات، تحقيقاً لمبدأ الشفافية.

Email